المحليةعبدالرزاق حسنين

حواء هي الحياة ولها منا الوفاء

[COLOR=#FF1F00]حواء هي الحياة ولها منا الوفاء[/COLOR] عبدالرزاق سعيد حسنين

[JUSTIFY]كم هي الحياة جميلة حين نعيشها بأنس حواء التي جعلها الله لنا سكنا ولباساً وحفظ كرامتها وجعلها شقيقة الرجل، وقديماً قيل: وراء كل رجل عظيم امرأة..غير متناسين بأن حواء هي (الأم والأخت والزوجة والبنت) وقد وصفهن ديننا الحنيف بالقوارير لجمالهن ورقتهن والحث على رعايتهن كما أوصانا صلى الله عليه وسلم بهن خيراً..كما قال تعالى(هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ)..(وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً).

وهنا لن أتطرق لتفسير تلك الآيات الكريمات مع وضوح معاني مفرداتها، ولكنني سأتطرق إلى ما ورد بذاكرتي منذ ما يقارب العشرين عاماً إذ صلى بجانبي في أحد المساجد بمحافظة جدة رجل في العقد السادس من العمر من بلاد الشام الشقيق أزاح الله كربتهم وفرج همهم ـ فسمعته يدعو الله بعد الصلاة بعبارات لفتت إنتباهي بقوله ( يا رضا الله ثم البيت) فقلت له: دعاؤك أيها الشيخ الوقور أعجبني، وأرجو له تفسيرا..حينها قال لي وبنشوة الفرح على محياه: يا بني رضا الله معروفة عواقبه، أما رضا البيت هنا فأعني به الزوجة..فكم هي الحياة سعيدة عندما تودعك زوجتك صباح كل يوم وأنت ذاهب إلى عملك بعبارات مفادها (روح يا بو فلان..الله يفتحها في وجهك وييسر أمرك) وبعد عودتك إلى الدار منهكاً تستقبلك أيضاً بجميل عبارات منها(سامحنا يا بو فلان..كلفنا عليك الله يعطيك العافية).

ويبقى أن تتخيل نفسك أنت عزيزي القارئ مكان أبو فلان،فكم ستكون سعادتك غامرة بتلك الزوجة الصالحة التي وهبها الله سبحانه لتلك الشراكة الرابحة وكم ستكون تلك الأسرة في سعادة.. وهنا لا أنكر جهد ودور حواء العاملة فهي المعلمة والطبيبة والممرضة بل هي بمكرمة خادم الحرمين ـ عضو في مجلس الشورى والحديث عن دورها في الحياة الأسرية يحتاج إلي مجلدات ودواوين مما يلزم آدم الزوج إلي إلباسها تاجا مرصعا بما غلي ثمنه من المجوهرات عرفانا لدورها في مساندته دروب الحياة حلوها ومرها بما يذكرنا بأمهات عظيمات إجتهدن في تربية أجيال ساهموا في بناء الوطن علي ترابه الطاهر رغم صعوبة الظروف وكدر الحياة في ذلك الزمن الذي كان ولا يزال العصر الذهبي في نظر من وهبهن الله سبحانه طول العمر وعاصرن ترف الحياة الراهنة التي قضت علي أواصرها وسائل تقنية أصبح وأمسي الإنسان فيها آلة يفتقد في مجمله روح التعاطف والتراحم والحديث عن ذلك يطول .

وختاما..كم هي حواء جميلة في عفافها ملتزمة بحجابها عاملة كانت أم ربة أسرة مذكرا بما تناقله الشعراء(الأم مدرسة إذا أعددتها.. أعددت شعبا طيب الأعراق) وهنا لا يفوتني أن أسألك عزيزي القارئ وأنت في هذا السن المتقدم:هل خطر ببالك يوما أن أمك التي كانت تدرسك القراءة والكتابة والقرآن هي(أمية)لا تعرف حرفا من الهجاء ولكنها بروح الأمومة التي وهبها الله حرصت علي صنعك بعون الله نافعا لنفسك ووطنك.. أسأل الله تعالي أن يجزيهن الجنة ومرافقة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.[/JUSTIFY]

———————————–

[COLOR=#FF2600]مقالات سابقة[/COLOR] [url]https://www.makkahnews.sa/articles.php?action=show&id=2517[/url]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى