يقدم على أهله ووطنه, ولديه أحلام كبيرة “ككبر الطائرة” التي قدم على متنها. كيف ﻻ! وقد أدى ما عليه من العمل والجد والتحصيل. وأتوقع أنه قد قَدم له عرض أو منحه أو أو… سمها ما شئت, لكنه رفض الا أن يعود الى وطنه ويرد شيء من بعض ما أعطاه هذا الوطن الكريم.
فتعرض لأول صدمه: وبعد خروجه من المطار مباشرة, التسجيل في جدارة ﻻ (و جدارة 3) حتى نكون دقيقين. أنهى التسجيل وكان يبحث في الخانات عن خانه هل انت متميز؟ هل أنت الأول على دفعتك؟ هل قدمت انجاز جديد للبشرية؟. لم يجد شيء مما سبق.
فطال الانتظار شيئا فشيئاً فنُصح من البعض بالصدمة الثانية: حافز وما أدراك ما حافز! فأصبح بين مطرقة التحديث الاسبوعي أو الخصم, وسندان الوظائف “الجهنمية” كمغسلة الموتى وتقطيع الدجاج أو عاملة نظافة في فندق! طبعا لا أتنقص من أي وظيفة, فالعمل أيا كان ليس عيبا, ولنا في رسولنا الحبيب قدوة حسنة, فقد رعى الغنم في بداية حياته. ولكن ما يحز في النفس عندما يكون الشخص حاصل على درجة البكالوريوس أو الماجستير وقد يكون الدكتوراه , ويوظف مندوب مبيعات أو مسوق لبضاعة يجوب الشوارع والمحلات بشنطة العينات التي قد تكون مقلدة.
هذا الخريج المتميز يجب ان يكون قد رُسم ما يراد منه بعد هذه الرحلة العلمية الناجحة قبل وصوله. فهو بتميزه استحق التوظيف المباشر. مثل هؤلاء يجب أن يوضع في المكان المناسب له وللوطن ﻻ أن يوظف في أي وظيفة شاغرة, فقط لنقول أن نسبة السعودة في جهة ما 100%.
حديثي عن الخريج المتميز الذي من حقه علينا مساعدته في نقل التجربة التي استفاد منها في الغرب أو الشرق هنا, بل ويطورها ويقوم بتعليمها للغير.[/JUSTIFY]