فما هو الإرهاب ؟ , وكيف تتم مناقشته ؟ وما هي الطرق الصحيحة للتعامل مع الإرهابيين وأصحاب الفكر الضال إن صح التعبير ؟ .
إن الإرهاب في مفهومه النفسي يتلخص في كونه ’ خروجاً عن القاعدة الأخلاقية السوية , وذلك بفعل مؤثرات فكرية خارجية غير سليمة أو تنشئة بيئية غير سوية ’ , فإذا كان هذا هو مفهوم الإرهاب , فهل من المنطق والعقل أن نقابل عدم السواء بمثله ؟ , أم أنه من المفترض أن نكون أكثر عقلانية وحذراً في تعاملنا معه! .
لعل كثيراً من برامجنا الحوارية التي نشاهدها تتحدث عن الإرهاب والإرهابيين , ليست إلا برامج امتازت بكثر البلبلة ورفع الصوت ثم يذهب كلٌ من المتحاورين إلى حال سبيله وتبقى القضية على الطاولة , حتى يأتون من غدٍ ليعاودوا كرتهم في النقاش الحاد وتوجيه الشتائم وتوزيع أدوار المسؤوليات !! وكأن القضية لا تعنيهم مطلقاً .
من الأمور التي يجب أن نضعها نصب أعيننا بل ونجعل منها قواعد أساسية عند مناقشتنا لقضايا الإرهاب , أن الفكر الإرهابي فكر لا ينتمي لأي دين بل أن من يحملونه هم المتطرفون الخارجون على معتقداتهم أي كانت , إضافة إلى أنه ليس له علاقة مباشرة بمسألة الفقر والبطالة , فإن من الملاحظ أن رواد هذا الفكر الضال هم من أصحاب الثراء , فالفقر والبطالة ليس مبررين لحمل المعتقد الخاطئ , ثم إن من الأمور المهمة أيضاً عند حديثنا عن هذا الفكر أن نبني حديثنا على انفعالات , وإنما على حقائق علمية ومنطقية , فالانفعالات ليست حل للقضايا , وإنما تفتح أبواب كانت مغلقة أحياناَ .
قبل ذلك كله , من المفترض على من يناقشون الإرهابيين أن يكونوا مؤهلين لنقاشهم , والتأهيل هنا لابد أن يكون تأهيلاً فكرياً ونفسياً ومعرفياً عالي المستوى , أما مسألة أن يكون الأمر مفتوح لكل من أراد أن يحاورهم ويتحدث عنهم فهذا خطأ , فالتأهيل في كل الأمور مطلب أساسي , فما بالك عندما يكون أمر يتعلق بأمن الدولة .
لا تنحصر قضية مكافحة الإرهاب على أجهزة الدولة فحسب , وإنما هي قضية الجميع , ويجب أن يتشارك فيها المجتمع كله بلا استثناء , كلٌ حسب مقدرته واستطاعته , ولكن بطريقه منهجية واضحة , ومن دون عشوائية قد تؤثر في اللحمة الوطنية , فأمن الدولة من أمن الشعب , والعكس صحيح.[/JUSTIFY]