المحليةنبيه العطرجي

وَغَادَرْ سِلِيمَانْ الحَيّاة

مودة الفؤاد

وَغَادَرْ سِلِيمَانْ الحَيّاة
نبيه بن مراد العطرجي

[JUSTIFY]أستَنشق أوّل أنفَاسه عِندما أقبَل للحيَاة بمَكة المكَرمة عَام 1350ه وتَربى فَوق ثَراها الطَاهر ، مُستسقياً مِن وَالده الذَي أنَار لَه دَروب الحيَاة لبِنات الجِد والإجتهَاد والكفَاح والخَير والنجَاح ، والتِي كَان لهَا بَالغ الأثَر الملمُوس فِي حيَاته التَعليمية والعَملية ، تَلقى تَعليمه الإبتدَائي والمتوسِط بِبكة حتَى حَصل عَلى شِهادة تَحضير البعثَات عَام 1368ه لِيغادر مَوطنه متوَجهاً لأرضْ الكِنانة لإكمَال تَعليمة الجَامعي بِجامعة القَاهرة ، وبَعد سَنوات الدِراسة المعتَمدة حصل عَلى شِهادة البكالوريُوس والدَبلوم فِي الأمرَاض البَاطنية لِيكون أوّل سُعودي نَال هَذا الإنجَاز العِلمي ، لِيعود بعد ذَلك إلَى مَسقط رأسِه أمْ القُرى ويَفتتح بِها عِيادته الخَاصة ، ولكفَائته الطِبية أسنِد لَه إدَارة مُستشفى آجيَاد ، ومُستشفى الولَادة بِمكة المكَرمة ، وتَدرج رَحمه الله فِي العَمل الحكُومي حَتى عُين مُدير عَام الشئُون الصِحية بِمنطقة جِدة والسَاحل الغَربي بالإضَافه إلَى مِزاولة مِهنته (طَبيب) ثُم تَفرغ بِرغبته لِعملة الخَاص كَونه سَليل عَائلة تَبحر فِي عَالم التِجارة ، فسَعى بِخطى ثَابتة ، ونَظرة مُستقبلية لِيضع أسَاس مُستشفاة الخَاص عَلى أرضْ العَروس عَام 1978م ، والتِي تُعد اليومْ مِن أكبَر وأعْرق المستشفيَات التِي تَعمل فِي مَجال الرعَاية الصِحية الطِبية بالمملَكة وبِمنطقة الشرقْ الأوسَط ، وقَد أوْلاها الفقِيد تَغمدة الله بِواسع رَحمته إهتِماماً بَالغاً بِحسه المهنِي لتَكون صَرحاً طبياً مُميزاً تُقدم خَدماتها بِمعايير عَالية الجَودة لقَاصدي العِلاج بِها ، ومَع إشْراقه كُل عَام يَسعى إلَى تَطويرها ألِياً وبَشرياً لِتواكب إحتيَاجات العَصر ، وتتمَاشى مَع تُكنولوجيَا المِهنة ، وللمستَشفى سِجل حَافل بالإنجَازات الطِبية التِي تَفردت بِها عَن غَيرها مِن المستشفيَات الخَاصة ، وللرَاحل أيَادي بيضَاء مشهُودة لَه بِها فِي المجَال الطِبي وغَيرة لَا أستَحسن ذكرهَا هُنا ، فَهي مِن أعمَال الخَير الصَالحة التِي كَان يُقدمهَا الفقِيد لآخرَته دَاعياً الله العَلي القَدير أنْ يُكثر بِها حسنَاته فِي المِيزان ، وكَون البقَاء فِي دُنيا الزوَال مُحال {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ} رَحل الدَكتور / سِليمان عبد القَادر فَقيه إلَى خَالقه يَوم الأربِعاء 15/11/1435ه بَعد عُمر جَاوز الـ 80 عام لِيوارى الثرَى بَعد فَجر يَوم الخمِيس بِمسقط رأسِه مَكة المكَرمة تَاركاً بَصمته فِي سِجل الحيَاة كَأبرز الشخصياتْ التِي عَملت لِخدمة المجتَمع .

دُعاء : اللهُم تَغمده بِواسع رحمتِك ، وأسْكنه فَسيح جنَاتك ، وأجعَل قَبره رَوضة مِن ريَاض الجَنة ، وألهِم أهلَه وذَويه الصَبر والسلوِان .
{… إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
[/JUSTIFY]

——————————–

مقالات سابقة
[url]https://www.makkahnews.sa/articles.php?action=listarticles&id=45[/url]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى