كم يحزنني حال أطفالنا مع الحقيبة المدرسية ( الشنطة ), يقوم الطفل بحمل عشرات الكيلوات من المعرفة على عاتقه, فتجده يتمايل يمنة ويسره. حتى إن بعض الاهالي يقومون باستبدال الشنطة مرة أو مرتين في الفصل الدراسي الواحد لعدم قدرتها على تحمل هذه الاوزان الثقيلة. قدّر الوزن المثالي للحقيبة من 10 الى 15% من وزن الطفل. وهنا أطلب منك عزيزي القارئ ان توزن طفلك وحقيبته لتعرف حجم المشكلة. فكل هذه الاوزان الزائدة تؤثر سلبا عليه وعلى صحته, فتحدث أضرارا بالعمود الفقري وعظام الكتفين والرقبة.
عندما يتيسر لي احضار أبنائي من المدرسة لا أسمح لهم بحملها, وأقوم بدور الحمال نيابة عنهم. أشك احيانا أنه أحضر جميع ما في درجه من الكتب والدفاتر والاقلام والمراسم وحتى بعض قطع الاثاث في المنزل, ولكن عند مقارنة الجدول المدرسي مع ما هو موجود في الحقيبة أتأكد أنه لم يحضر الا ما هو مطلوب منه فقط.
هنا أقف عاجزا عن الكلام أمام هذا الكائن الصغير الذي يحمل كل هذا الكم من المعرفة وهذه الكيلوات من الاوراق يوميا. بل ان بعضهم قد يمشي بها مسافات طويلة وكأنه في بطولة تحدي القدرة بحكم عدم قدرة ولي امره على احضاره. فيصاب بمشاكل صحية خطيرة, ولك أن تنظر في وجهه وهو عائد من المدرسة لتتبين حجم معانته.
لماذا لا يتم استبدال هذه الحملة بالأجهزة اللوحية الذكية كالايباد والتاب وغيرها فيوضع لهم المنهج الدراسي كامل ويكلف بحمل دفتر او دفترين لعمل الواجبات الكتابية. فجيل اليوم هو جيل الايباد والتاب كما يسمون الان, ولديهم معرفة واسعة في استخدام هذه الاجهزة قد تفوق معرفة الوالدين احيانا. يكون هذا الجهاز عهدة على الطالب, فعند اجتيازه للمرحلة الدراسية يسلم الجهاز لإدارة المدرسة التي تحتفظ به حتى يعود اليه في السنة القادمة. ونحل بهذا ظاهرة سلبية تتكر كل نهاية فصل دراسي وهي رمي الكتب والدفاتر والملخصات بجوار المدرسة, حتى أحيانا تصل للحارة المجاورة للمدرسة. ناهيك عن توفير المبالغ المالية الضخمة التي تصرف على الكتب ودور الطباعة والتوزيع.