مودة الفؤاد
وَتَتَوَالى الرّحْمَاتْ
نبيه بن مراد العطرجي
[JUSTIFY]مَا أكرمْ مَن خَلق الإنْسان مِن عَدم ، ثُم مِن مَاء مَهين جَعل نَسله فِي الحيَاة ، وأخلَفه الأرضْ لِيعمرها ، ويَتفرد بِعبادته وحدِه دُون سِواه ، وألزَمة بِذلك عَن بَاقي المخلُوقات ، ولِعلم الرحمَن الرحِيم بِأن هُنال شَيطان رَجيم يوسْوس لِعبدة لِكي لَا يَكون عَبداً قَويم ، فَيغويه بِملاهي الحيَاة ، ويُقصر عَن عِبادته ، سَخر لَه مَواسم خَير مُتفرقة خِلال العَام يُجني مِنها الكَثير مِن الحسنَات ، ونَحن اليَوم نَستقبل آخر مَواسم هَذه الخَيرات العَشر مِن ذَي الحِجة التِي لَها مِن الأفضَال الجَليلة فِي جَني ثِمار الخَير الوَفير ، والتِي أقسَم الموْلى تبَارك وتعَالى بِها فِي مُنزل التَحكيم {وَالْفَجْرِ . وَلَيَالٍ عَشْرٍ} وَروي عَن المصْطفى عَليه الصَلاة والسّلام أنَه قَال : ( مَا مِن أيَام العَمل الصَالح فِيهن أحبْ إلَى الله مِن هَذه الأيَام العَشر . قَالوا : وَلا الجهَاد فِي سَبيل الله ؟ قال : وَلا الجهَاد فِي سَبيل الله إلّا رَجل خَرج بنَفسه ومَاله فَلم يَرجع مِن ذَلك بشَيء ) وجَاء عَنه صَلى الله عَليه وسَلم أنّه قَال : ( مَا مِن أيَام أعظمْ عِند الله ، وَلا أحبْ إلَى الله العَمل فِيهن مِن أيَام العَشر ، فَأكثروا فِيهن مِن التسبِيح ، والتَحميد ، والتهْليل ، والتَكبير ) قَال الحَافظ إبنْ حَجر العَسقلاني – والذِي يَظهر أنّ السَبب فِي إمتيَاز عَشر ذِي الحِجة لمكَان إجتمَاع أمهَات العبَادة فيهَا [ الصّلاة ، والصِيام ، والصَدقة ، والحَج ] وَلا يَتأتى ذَلك فِي غَيره – ويُستحب صِيام هَذه الأيَام الفَاضلة المبَاركة لِعظيم أجرهَا ، ولِعظم الصَوم يقُول الله تعَالى فِي الحَديث القُدسي : ( إنّ الصَوم لِي وأنَا أجْزي بِه ) وقَال عَليه الصَلاة والسّلام : ( مَن صَام يَوماً فِي سَبيل الله بَعد الله وَجهه عَن النَار سَبعين خَريفاً ) والإكثَار مِن أعمَال البِر والخَير فِيها ، فَهذه الأيَام العَشر فُرصه عظِيمة ثَمينة غَنيمة بَاردة لِكل مُسلم يِعوض فِيها مَا فَاته مِن نَوافل فِي الأيَام المنْصرمة مِن العَام ، ويَتوجب عَليه أنْ يَستثمرها بِما يُرضي الله مِن الطَاعات ولَا يُفرط فِي ثَوانيها ، ويَزداد خِلالها مِن التَقرب إلَى الله تعَالى بالأعمَال الصَالحة التِي لهَا فِي هَذه الأيَام مَنزلة عَظيمة عِند وَاهبها .
اللهُم بَلغنا صِيامها وقيَامها ، وأكتُب لنَا فِيها مِن الخَير الذِي لَا نَعلمه ، وأجعَلها مُمحصة للذِنوب والسيئَات ، وتُب عَلينا فِيها إنّك أنْت التّواب .
وكُل عَام وأنْتم بِخير ،،،،،،،،،،،،،،[/JUSTIFY]