المحليةالمقالات

الحج .. جولة وزير الداخلية وذكريات 4 عقود

ربما تكون قصة بدأت من أواخر عام 1397هـ.. عندما التحقت بصحيفة البلاد ومنذ العام الأول كُلفت بتغطية فعاليات الحج ومن أبرزها جولة صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز يرحمه الله.. أستطيع ان أقول انني الصحفي الوحيد الذي تابع الجولة مع الامير نايف لمدة 36 عاما حتى عام 1432هـ واستمرت حتى اليوم بفضل الله وقد قدمت للأمير محمد بن نايف وزير الداخلية خلال جولته العام الماضي 1434 هـ (البوم صور لجولة والده في المشاعر) تمثل سنوات طويلة.

العمل الصحفي في الحج يحتاج الى استعداد نفسي وصبر ومتابعة خاصة، فكيف اذا كان المكلف به شخص واحد وهو ماحصل معي طوال فترة عملي في البلاد ثم الرياض ثم البلاد مرة اخرى وتزداد المشقة عندما لا يكون الصحفي متفرغا ولديه عمل أساسي اخر فكيف اذا كان هذا العمل مسؤولية مدرسة تحتاج وقت ومتابعة واهتمام؟

لكن فضل الله وتوفيقه أعاننا في اداء المهام وان تطلب ذلك عمل متواصل لساعات خاصة مع نهاية شهر شوال..
واليوم نزولا لرغبة الزميل عبدالله الزهراني رئيس تحرير صحيفة مكة الالكترونية، أسجل شيء من هذه الذكريات التي تحتاج لصفحات حتى انني أشرت لأهمها في كتابي (حياة في الصحافة والتربية) والذي صدر بداية هذا العام.

مهمتنا كانت صعبة فقد عملنا عقدين من الزمن قبل ان يدخل الجوال وكنا نعتمد على الهواتف الثابتة من المنزل ولم يدخل جهاز الفاكس الا في 1402هـ وفي المشاعر المقدسة كان الجهد مضاعفا مع ارتفاع حرارة الطقس وتعدد الجهات التي تعمل في الحج وجولات المسؤولين في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وكان الامر يتطلب حضور وتنسيق وعلاقات وتواصل مع المسؤولين.

كانت جولة الامير نايف يرحمه الله تبدأ في العاشرة صباحا من موقف حجز السيارات الصغيرة في طريق جدة – مكة وتستمر حتى الرابعة عصرا يتفقد الامير خلالها كل الجهات العاملة في الحج، مدنية وعسكرية، ويتطلب الامر تزويد الجريدة بمراحل الجولة اما التصوير فقد عانينا سنوات لعدم إمكانية إرسال الأفلام في الوقت المناسب لنشرها مع المادة الصحفية في اليوم الثاني وفي يوم عرفات وفرنا في المكان هواتف مؤقتة وكنا منذ اليوم الثامن نتواجد هناك انا والمصور ومن صباح اليوم التاسع نبدأ في جولة على الارجل للتصوير واجراء الأحاديث مع بعض المسؤولين والحجاج وفي السنوات الاولى كنا نستعمل الهاتف في نقل الأخبار لساعات ولا يمكن ايصال الصور الا في اليوم الثاني.

كان العمل في غاية الصعوبة وبعد سنوات وكنت مديرا لمكتب صحيفة الرياض في مكة المكرمة والتي عملت فيها من عام 1402هـ – 1413هـ استطعت ان أوفر مقر في الرابطة في عرفات وفي احد الأعوام في مخيم امارة منطقة مكة المكرمة في منى وفي معسكر الحرس الوطني في منى أيضاً، وكانت ايام منى تحتاج الى العمل على مدار الساعة وكنا نبعث بالأفلام عبر سيارة أجرة الى مطار جدة ليتم نقلها مع المسافرين الى الصحيفة في الرياض اذ لم يدخل جهاز نقل الصور الا متأخراً وكانت هناك جولات للمسؤولين ايام منى في النهار وفي الفترة المسائية.

هذا شيء حتى لا يطول الحديث وكنت أودّ ان اذكر الكثير من الجهود التي قدمها عدد من المسؤولين لنا تلك الفترة معالي الفريق اول فايز العوفي مدير الامن العام تلك الفترة يرحمه الله ومعالي الفريق جابر عبدالحفيظ، ومعالي الفريق اول عبدالله ال الشيخ مدير الامن العام سابقا يرحمه الله وصديق الإعلاميين معالي الفريق محمد بن رجا الحربي بداية بعمله مسؤولا عن المرور ثم قائد قوات امن الحج ثم نائب لمدير الامن العام وعدد من المسؤولين سواء اصحاب المعالي الوزراء او وكلاء الوزارات او مدراء العموم.

اليوم وانا أتذكر احداث تلك الأيام انظر الى الأبناء والزملاء في العمل الصحفي وقد توفرت لهم كل الإمكانيات في الميدان ، أتمنى لهم التوفيق لتقديم مواد صحفية متألقة .. وكل عام وأنتم بخير.

[CENTER][IMG]https://www.makkahnews.sa/contents/myuppic/05422a44545b8e.jpg[/IMG][/CENTER]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى