المحليةالمقالات

جدة غير!

عند وقوع أي كارثة أو “مصيبة” تجد الكرة تتدحرج في كل مكان وينسل المسؤول عن مسؤوليته والامين عن الامانة التي ائتمن عليها حتى تنسى أن هناك مشكلة أصلا.

في جدة التحلية , المصاب الجلل الذي وقع على الطفل ووالده رحمهما الله وألهم ذويهم الصبر لم يكن محض الصدفة أو من غير قصد بل هو عملية قتل اشترك فيها الكل. فالأمانة هي المسؤولة الأولي عن هذه الجريمة وهي التي يجب ان تحاسب ويشدد عليها في المحاسبة لأنها ضيعت الأمانة. الشركة المسؤولة عن الصيانة يجب محاسبتها، جميع الأشخاص الذين مروا من هذا الشارع وشاهدوا فتحة المنهول بدون غطاء هم مسؤولين ايضا, وعليهم محاسبة أنفسهم.

يتجسد مفهوم الامن والسلامة في حماية الأرواح والممتلكات والبيئة قبل “وقوع الضرر”. في كل مؤسساتنا الحكومية والاهلية يوجد قسم للأمن والسلامة ولديه موظفين ورواتب ومكاتب …الخ ولكن على أرض الواقع هو مجرد أوراق وتعاميم وتواقيع, لا تسمن من جوع.

أغلب الحوادث والوفيات في مجتمعنا يمكن القضاء عليها بعنصر الامن والسلامة. عنصر علينا تفعليه في دواخلنا فعندما أمر على منهول للصرف الصحي غير محكم الغطاء ﻻ اكتفي بتجنبه فقط بل أحاول ان “تقوم الدنيا وما تقعد “بكل طريقة ممكنة, وقد تكون محل سخرية من البعض ولكن يهون كل هذا عندما تعلم علم اليقين أن هذه الحفرة التي تجنبتها قد تكون قبر لشخص أخر.

كم شخص مر بجوار غرفة الصرف الصحي المكشوف الذي توفي بسببه وازهقت نفسيين بريئتين! ما ضرهم لو اقتطعوا من وقتهم “الثمين” دقائق معدودة للإبلاغ عن هذه الحفرة. أصدقكم القول ان لم نتعاون في الإبلاغ عن المخالفات التي قد نراها صغيرة فقد يكون لدينا كم كبير من الضحايا.
صحيح من قال: جدة غير!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى