إذا كان من شعْــب يمكن أن يُـطلق عليه اليوم (شَـعْـب الله المُـفْـتَـرى عليه) فاعتقد أنه (السّـعُـودي) بامتياز!
ولو كان مصدر الافتراءات والتّـكريس لها من الخارج لأمكن تقبل الأمر، وسَـهُـل الـرّدّ عليه وفق الأنظمة والمتاح من وسائل، ولكن المؤسف والمؤلم أن سِـهَـام تجريح المجتمع السعودي وتجريمه وإلصاق التّـهم فيه تأتي من داخله، ومن بعض وسائل إعلامه وكتابه ومثقفيه، بل وحتى طائفة من علمائه!
وهنا لا ادعاء لـ (مَـلائِـكِـيّـة المجتمع السعودي)، فله أخطاؤه كما المجتمعات الأخرى، ولكن المتابع للكتابات والأصوات التي تظهر يومياً على الساحة السعودية يلحظ لغة التعميم للحوادث الفردية، ومحاولة الـنّفْـخ في قضايا بعينها، وتصوير الأمر وكأنه كـوارثي، والمجتمع منها على وشك الانهيار!!
فمثلاً الحوادث المتعلقة بـ (المرأة السعودية)، وما قد تَـتَـعَـرض له أحياناً من ظلم أو عنف أو حتى تحرش لا تبقى كما هي في نطاقها ومحدوديتها، بل يتم تصويرها أمام العَـالَـم أجمع وكأنها ممارسة ممنهجة، فالرجال في السعودية وحوش كَـاسِــرة لا هَـمّ لهم إلا افتراس المرأة وتعذيبها!!
بينما نجد (نماذج كثيرة من حـواء المسكينة) في العديد من المجتمعات الغربية والشرقية التي تزعم رفع راية حقوقها مطحونة، فمنها النادلة الممتهنة في مطعم أو العاملة تحت أقدام الرجال في خَـمّـارة، أو التي تمارس الّدّعَـارَة المنظمة المُـرَخّـص لها؛ لتكون مجرد محطة متنقلة يُـفَـرّغ فيها الرجال طاقاتهم الجنسية، ومع ذلك فلا ضجيج ولا صَـخب إعلامي ولا اتهام لتلك المجتمعات ولا جَـلد لها!
أيضاً الـمُتابع من الخارج لغَــزارة ما يُـطرح في وسائل الإعلام السعودية صباح مساء، وعلى ألسنة بعض العلماء وما تنطق به المؤتمرات والندوات وتوصياتها حول فكر الإرهاب والتطرف والتحذير منه، لابد أن يسكن عقله وروحه أن ذلك (الإنسان السعودي) يُـوْلَـد وفِـطرته هي الفكر الضال؛ وبالتالي فهو الحاضِـن له، ومَـن يملك امتياز تصديره للـعَـالَــم أجمع!!
نعم ينبغي التوعية بخطورة الأفكار الضالة والدعوة نحو وسطية الإسلام، لكن بالصورة العـقلانية المعتدلة التي لا توحي بالتعميم ولا تهمل القضايا المهمة الأخرى!!
تلك صُـور من الافتراءات التي يُـقْـذَفُ به الشعب السعودي من بعض أبنائه؛ أما الأسباب فمتداخلة ومتشعبة لكن في معظمها أراها تدور حول مصالح للتيارات الفكرية المتصارعة التي ترى في تضخيم بعض القضايا كتلك المتعلقة بالمرأة السعودية، وكذا الإرهاب وتجاذبها انتصاراً لها، وهناك كذلك محاولة إشغال الرأي العام بتلك القضايا بعيداً عن أخرى هامة!!
أما الأهم اليوم فمعالجة الوضع بوقفة جادة من الجميع علماء ومثقفين ووسائل إعلام للتصحيح المسار وإعطاء المجتمع السعودي الـطّـيب في عمومه حَـقّـه، وتنزيله في المكان الذي يستحقه دون تَـقْـديس أو افتراءات![/JUSTIFY] [SITECODE=”youtube t6DzODtz_BE”]http://www.youtube.com/watch?v=t6DzODtz_BE[/SITECODE]