المقالات

سائق بدرجة دكتوراة

[JUSTIFY]سائق بدرجة دكتوراة!
بقلم :أحمد سعيد مصلح – (الصحفي المتجول)

دهشت بل (فجعت) مما قرأته من خبر يتعلق بمؤسسة وطنية أعلنت فيه هذه المؤسسة عن حاجتها لمواطنين سعوديين لشغل وظائف إدارية فيها – وليس هذا سر دهشتي والتي بلغت إلى حد الفاجعة التي واكبت فاجعة سيول جدة حيث إعتدنا على مثل هذه الإعلانات التي تزف البشري عن وجود الآف الوظائف لمواطنين وأن الوظائف بالكوم تنتظر المواطنين وتتهمهم بالتقاعس والكسل.. وحينما يهرع المواطن إلى المؤسسة صاحبة الإعلان المبارك عسى ولعل أن يحظى الخريج بالحصول على وظيفة مناسبة له فيفاجأ هناك أن المسألة تدخل في إطار المسرحية الهزلية الأخرطية لاأساس لها من الصحة وأن الوظائف مفصلة وجاهزة كالملابس الداخلية والخارجية لتتناسب مع بعض الأشخاص !

أعود وأقول أن سبب(الفاجعة) هو أن المؤهلات المطلوبة لشغل وظائف هذه المؤسسة غير مناسبة أو متطابقة مع شروط الوظيفة نفسها فالوظائف التي أعلنت عنها المؤسسة لاعلاقة لها بقيادة مركبة فضائية أو غزو الفضاء أو تطلب علماء جيولوجيا للكشف عن مجوهرات مدفونة على سطح المريخ بل هي وظائف عادية جداً يمكن لغسال سيارات شغلها بكل سهولة – ومن ضمن هذه الوظائف التي أعلنت عنها وظيفة: موزع بريد وإشترطت أن يكون من حملة درجة البكالوريوس – ووظيفة أخرى – هي موظف أرشيف بشرط أن يكون من حملة الماجستير .

هذه المؤسسات التي حولت قضية توطين الوظائف إلى (تطيين وتلييس وبكش) بدلاً من توطينها.. فهل يعقل أن يكافح المواطن ويجتهد للحصول على مؤهل عال – ماجستير ومافوق لتكون الوظيفة المناسبة التي تنتظره هي العمل في قسم الخيش أو الكراتين – وهل سنسمع بأن مؤسسة تطلب حملة درجة الدكتوراة للعمل لديها كسائقين !

وهذه قصة حقيقية سمعت عنها من ضحاياها وليس أبطالها ..حيث أعلنت شركة(طينية) مقرها في محافظة رابغ عن حاجتها لتوظيف مواطنين سعوديين – للعمل لديها في وظائف إدارية وفوجئ من تقدم لهذه الوظائف من الشباب – أن مهام عملهم ستكون رفع الأنقاض ومخلفات مواد البناء !
والآن ماهو دور وزارة العمل لمواجهة مثل هذه القضايا والتلاعب بالألفاظ من قبل شركات القطاع الخاص.. وهل ستصل الأمور إلى حد طلب حملة درجة البروفيسور لشغل وظيفة رئيس قسم الزنابيل..

طرفة : قيل أن شركة تعمل في مجال بيع الأثاث المنزلي – أعلنت عن حاجتها لعدد من المواطنين للعمل لديها – ليتفأجأوا بأن الوظائف المعلن عنها تسمى (وظيفة نائم) فلما إستفسروا عن هذه الوظيفة التي لم يسمعوا بها من قبل أخبرهم المسئول وهو من جنسية عربية أن المطلوب منهم النوم فوق سرير غرفة النوم المعروضة للبيع طوال الدوام حتى يتأكد الزوار بأنها مريحة ![/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى