لا أخفيكم سرا أنني من أشد المعجبين ببرنامج خواطر الذي يقدمه سنويا الأستاذ أحمد الشقيري. بل ونتشوق لرؤيته عاماً بعد عام. ليس لطرحه الجميل للحلول فقط, بل حتى بساطة فكرته التي تتمحور في مقدم ومصور و “على الميدان”. كل عام يتم اختيار مجموعة من الدول وينقل منها البرنامج أفضل ما لديها وكيف يمكن تحقيق ذلك في بلادنا العربية.
عند مشاهدة البرنامج ومع نهاية كل حلقة يخبرنا بتلميح ذكي منه أننا يمكن ان نفعل شيء مماثل لما عرض من تلك الدول المتقدمة بل وأفضل منها, بحكم أن لدينا المال ولله الحمد, وأن القضية ليست كما نسمع بأن هذه الدول سبقتنا بمئات السنين من العمل والتطور.
يعتبر الاستاذ ناقل للمعرفة وللخبرات التي شاهدها في الغرب أو في الشرق وقد نقلها بامتياز و”بإحسان” كشعار برنامجه. وبقي الدور علينا في الاستفادة من هذه الخبرات, ﻻ ان تمر مرور الكرام. فنحاكي ما شاهدناه في البرنامج وتطبيقه على أرض الواقع. أذكر في احد الحلقات تحدث فيها عن فكرة المواقف الذكية في المانيا, وهي عبارة عن مبنى توقف فيه السيارة متعدد الطوابق ولا يحتاج الى مساحة كبيرة ويكون العمل فيه آلي. فكم نحن في حاجة ماسة لتطبيق هذه الفكرة حول الدوائر الحكومية والجامعات وغيرها. وحتى نحول الفكرة من التنظير الى التطبيق: فقط ” رسالة ايميل ” للشركة وخلال أيام والمبنى عندنا كالذي شاهدناه في المانيا.
فلو جمع كل مسؤول الحلقات التي تخص ادارته وعقد الاجتماع مع الموظفين والعاملين معه وعقدت ورش العمل لتنفيذ ما تمت مشاهدته لخرجنا بنتائج جميلة ورائعة. أن تستنسخ الفكرة كما هي وتبدأ في تطويرها ليس عيبا بل هي سنة الحياة فتبدأ من حيث انتهى الاخرون.