المقالات

مدارس الثَّغر كانت صَرْحَاً ، فهَوى !!

مدارس الثَّغر كانت صَرْحَاً ، فهَوى !!
ماجد الحربي – كاتب صحفي

[JUSTIFY]تأسست مدارس الثغر النموذجية للمرة الأولى كمدارس ابتدائية في مدينة الطائف في عام 1366/1947م تحت اسم ” المدارس النموذجية ” ، وبعد ثلاثة أعوام أصبحت تضم ُمرحلتين ،حيث ُافتتحت المَرحلة المُتوسطة عام 1369هـ ،وتبعتها الثانوية في عام 1373هـ عندم اأصبحت المَدارس تضمُ ّجميع المَراحل الدراسية في السعودية .

وشهدت المَدارس تغيراً كبيراً في عام 1380هـ عندما نُقلت إلى “حي الثغر” في مدينة جدة ، فغير اسمها الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى إلى ” مدارس الثغر النموذجية ” ولم تكن تتبع لوزارة المعارف آنذاك ، بل كانت مُستقلة بذاتها ، وبميزانية خاصة بها ، وكان يُختار لها إداريين أكفاء ، وأكفأ المُعلمين ، وأميز الطلاب ،وكان لمديريها ومعمليها سكنٌ خاصٌ بهم ، ولا نعلم هل ذلك الشرف ـ والذي لم يكن يناله كل أحد ـ للأكفاء فقط أم كان يُشاركهم فيه أصحاب الوساطات ؟!

ما علينا ، المُهم ..في عام 1399هـ افتُتح فرع جديد منها في “حي الخالدية” يَضم كالفرع الأول ا لمراحل الدراسية الثلاث في المملكة ،وأخيرا ًفي عام 1418هـ أصبحت المَدارس تحت إدارة وزارة المعارف مُباشرة مع إبقائها مدارس نموذجية ” كمسمى فقط ! ” بعد أن أصدر خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبدالعزيز رحمه الله قرارا ًبذلك .. وقد تخرج من تلك المدارس قبل أن تنضم للمعارف نُخبة من نُخب المجتمع ، منهم الاقتصاديون ، ومنهم المُثقفون ، ومنهم إعلاميون أعلام ، ومنهم أطباء ومهندسون ، ووجهاء المجتمع اليوم !

وخِتاماً .. لمن يسأل عن مدارس الثغر اليوم ، فهي مع الأسف كانت صَرْحاً ، فهوى !! فهي أضحت اليوم مثلها مثل بقية المدارس في جنوب وشرق جدة خاصة ، ومدارس بقية مُدن بلادنا عامةً ـ تلك الجهتين المظلومتين في مدينة جدة تعليمياً وصحياً وتطويرياً !! ـ بها تعليماً شكلياً ، ومُعلموها وطلابها على الأقل ليسوا مثل سلفهم ، وأضحت مثلها مثل بقية المدارس تُعاني التهميش ، وعدم الاهتمام !! ويرجع عدد من التربويين تراجع الدور الكبير لقوة التعليم في مدارس الثغر اليوم ،إلى قرار انضمامها إلى وزارة المعارف ـ التربية والتعليم حالياً ، فأضحى يتلاشى دورها التعليمي والتربوي والثقافي شيئاً فشيئاً ، حتى أصبحت كبقية المدارس بالكاد تُعطي جُرعات تعليمية يسيره ! ويُقال أن سبب ضمها لوزارة المعارف آنذاك كان بسبب تصريحات مديرها العام آنذاك ـ والذي كان يُصرح ويتكلم كوزير بجهة حكومية مُستقلة ، وذلك ما آثار حفيظة مسؤولي التربية آنذاك ، حتى ساهموا في إصدار قرار بضمها للتربية ، وبذلك الضم هَوَى ذلك الصرح التعليمي الكبير ، والذي خَرَّجَ نُخبة من أبناء المجتمع مازال الكثير منهم يخدم البلد في مواقع مُهمة في الدولة ، فهل سيكون لوزير التربية خالد الفيصل بصمة كأبيه الملك فيصل رحمه الله في عودة ذلك الصرح لوضعه السابق الزاهر ؟! ذلك ما يأمله محبو مدارس الثغر ، وتاريخها العريق ..![/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى