المقالات

جمعتكم سوداء

سميت الجمعة السوداء بهذا الاسم لواحد من سببين لا ثالث لهما، ففي عام 1869 حلت أزمة مالية عاصفة، عصفت بالإقتصاد الامريكي، فتسببت بتدني الحالة المعيشية والمرتبات الشهرية. مما اضطرالتجارحينها إلى تخفيض اسعار السلع إلى اقل من النصف “تضامناً كما يقال” مع الأزمة التي تمر بها امريكا في ذلك الوقت. وهم في الحقيقة مجبورون على تخفيض الاسعار لعدم وجود الزبائن الخالية أيديهم من المال مما كدس البضائع في المحال والمخازن.
وأما السبب الاخر للتسمية فهو لكثرة اعداد المستهلكين الذين ينتظرون هذا اليوم بفارغ الصبر ليشتروا هدايا عيد الميلاد.فهذه الجمعة هي أول جمعة بعد عيد الشكر واخر جمعة من شهر نوفمبر.فالسواد هنا لكثرة الناس المقبلين على المتاجر. فتجدهم يصطفون في طوابير طويلة في ساعات الصباح الباكر أمام المتاجر منتظرين ساعة الصفر للانطلاق وشراء ما يحتاجونه. وقد نعيب على تسميتهم الجمعة (بالجمعة السوداء) لجهلنا بسبب التسمية فاذا عرف السبب بطل العجب. وأظن أننا بحاجة الى جمعة سوداء ونقوم باستبدال اللون الاسود بالأخضر، فتصير جمعتنا (الجمعة الخضراء) بدل السوداء. فالأخضر لون العلم، ولون الربح في سوق الاسهم، وهو لون محبوب عند السعوديين الا في كرة القدمفالأخضر “زعلهم وما جاب لهم الكاس”.

تبادر الى ذهني قبل أيام “فضيحة” بعض المحلات الكبيرة التي عملت تخفيضات خياليه على بضائعها وضحكت على الذقون. فكانت تلصق ملصقات على المنتج بالسعر قبل وبعد, وعرضت من خلال عروضها الترويجية “الزائفة “تخفيضات على سلع يظهر فيها السعر بعد التخفيض أعلى من السعر قبل التخفيض في المحل وفي البريد الالكتروني وهو في الحقيقة أعلى من السعر قبل التخفيض . ولكن فطنت البعض وضميرهم الحي (كثرهم الله – وما أكثرهم)كشف الموضوع وصعد لوزارة التجارة ” الالكترونية النشيطة ” بنشاط رئيس الهرم ” توفيق الربيعة ” فقامت بالإغلاق والتشهير والتحذير.
قمت بزيارة سريعة لموقع أمازون الذي يعد من أشهر الاسواق الإلكترونية وأوثقها وفي قرارة نفسي “أنهم يخدعون المستهلك” كما يفعل بنا في متاجرنا. بحثت عن سلعة معينة فوجدت أن نسبة الخصم عليها يتراوح بين 55 الى 75 بالمئة. خصم حقيقي لا غبار عليه وبدون ملصقات أيضا. وهذه رسالة نبعثهاالى بعض تجارنا وبدون تحية: اذا خسرتم ثقة عملائكم فسوف تخسرون كل شيء، فلن يثق العميل بكم ولن يعطيكم فرصة أخرى “لتلعبوا”عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى