أيها الفقراء لاتتزوجون!
بقلم : أحمد سعيد مصلح (الصحفي المتجول)
هذه النصيحة ليست من العبد للفقير لله هي بل صدرت من مسئول بإحدى الجمعيات الخيرية المعروفة لدينا عندما ذهب إليه أحد المواطنين شاكياً فقره المدقع وانه لم يتمكن من دفع أجرة منزله وأن لديه زوجة وتسعة من الأطفال يعيشون كفاف العيش والمرض ..طالباً مساعدته وقيام الجمعية التي يشرف عليها بدفع أجرة سكنه ولو لعدة أشهر ريثما يتمكن من العثور على عمل مناسب له– فما كان من مسئول الجمعية بعد الإستماع إلى شكوى المواطن الفقير إلا أن ألقى هذه المحاضرة العصماء حاثاً الفقراء بالإضراب عن الزواج والكف عن الإنجاب لأنهم أثقلوا كاهل الجمعية بطلب المساعدات!.
إنه إنموذج لمسئول مما أبتلينا بهم و(بخرابيهم) وما أكثرهم في أيامنا هذه فهم لايجيدون لغة الحوار مع المواطنين بل أنهم يتحدثون معهم بلغة (الأنوف والطواطيس المنفوشة) والتعالي على البسطاء وكأني بهم يظنون الآخرين من المحتاجين بأنهم حفنة من (قمامة)! وأن الجمعية الخيرية التي يترأسونها هي من ممتلكاتهم التي ورثوها عن آبائهم.. وأن ما يدفعونه من مساعدات للمحتاجين وأبناء السبيل هي من (جيوبهم) الخاصة – وحسب رؤية هؤلاء (المسطولين) آسف المسئولين المغرورين فأن الجمعيات الخيرية لاتقدم مساعدات إنسانية – وإذا كان كذلك فماذا تقدم إذن؟ هل تقدم (فسيخ ) – وتكتفي بتصريحات إعلامية (نبلها ونشرب مويتها) أم تقتصر مهامها بقيام مسئوليها بقص الأشرطة وإقامة المعارض والولائم (والمفطحات)!
معظم جمعياتنا الخيرية تتلقى الكثير من الدعم سواءً من الدولة أو من أهل الخير جزاهم الله خيراً – لتبلغ ميزانيتها السنوية المليارات من الدراهم – ولكنها مع ذلك مازالت تراوح مكانها وتقدم (الفتات) للمحتاجين – بل أن معظم ما تقدمه لهؤلاء الفقراء لايتجاوز شوية(بطيخ وخيار وطماطم)من تلك التي قامت البلديات بمصادرتها من الباعة الجائلين وسلمتها الجمعيات الخيرية لتوزعها بدورها على الفقراء وأبناء السبيل – وأن بعض الجمعيات الخيرية تتسبب في (إذلال) المواطن المحتاج أكثر من المساعدة التي تقدمها له![/JUSTIFY]