المقالات

خطوات ريادية لنادي مكة الثقافي الأدبي

خطوات ريادية لنادي مكة الثقافي الأدبي
بقلم : فاتن محمد حسين

[JUSTIFY]أعراس ثقافية وأدبية دأب نادي مكة الثقافي الأدبي على إحيائها منذ بدء الدورة الانتخابية الحالية، والتي أثمرت عن نتاج إبداعي استطاع من خلالها النادي أن يكون مركز إشعاع للأدب والثقافة في المجتمع المكي وملتقى – ليس فقط – للنخب الثقافية والأدبية بل لأبناء مكة عموماً لترسيخ الدور الثقافي والأدبي لمكة منذ بدء الحضارة الإنسانية وحتى يومنا هذا؛ حيث قدمت برامج متنوعة – خطط لها من قبل اللجنة الثقافية والأدبية -لتشمل:النشاط المنبري بكافة أشكاله من: أمسيات شعرية وأخرى قصصية ومحاضرات ولقاءات دينية وتاريخية وأخرى تراثية وكذلك مداولات وندوات تتناول موضوعات تربوية واجتماعية وفكرية محورية لمعالجة القضايا الراهنة. هذا فضلاً عما أقامه النادي من احتفالات بعيد الفطر المبارك، وما قدمه من دورات متنوعة تخدم اللغة العربية والخط والمسرح والأدب عموماً. بل حقق النادي أحد أهم الأهداف الإستراتيجية التي وضعها منذ بدء الدورة الانتخابية الحالية وهو تعزيز المواهب الإبداعية في فروع الثقافة والأدب والفنون وذلك من خلال برنامج (ثقافة الحي) بالتعاون مع جمعية مراكز الأحياء المكية ، والتي استطاع من خلالها النادي الانفتاح على المجتمع المكي وإبراز المواهب الإبداعية لدى الشباب وتعزيز مفاهيم الثقافة المجتمعية داخل الأحياء المكية. وبصرف النظر عن(فكرة من؟) ، وذلك لأن الفكرة تكون(يمامة) مقصوصة الجناح حتى ولو كانت في قفص ذهبي إذا لم تجد من يطلقها ، فإنها تبقى في طي النسيان ، ولكن الله – سبحانه وتعالى- قد هيأ لهذا الكيان كوكبة متميزة من رئيس ونائب وأعضاء مجلس إدارة وأعضاء وعضوات من الجمعية العمومية نذروا أنفسهم لخدمة النادي وبرامجه وفعالياته حباً ووفاءً للثقافة والأدب بل حباً ووفاء لمكة المكرمة وأهلها، فأستطاع المشروع التحليق إلى آفاق عالية ثقافياً وأدبياً واجتماعياً وكانت الفعاليات والأنشطة الثقافية بالزخم الذي أثار اهتمام الأدباء والمفكرون والمثقفون من أنحاء مملكتنا الحبيبة .. وهذا بفضل أيضاً الإعلاميون المتميزون من أبناء مكة المكرمة الذين هم ضمن منظومة النجاح الذي تحقق للنادي ..

هذا وقد كان الحفل الختامي (لبرنامج ثقافة الحي) والذي كان يوم الاثنين 16/2/1436هـ برعاية معالي أمين العاصمة المقدسة أسامة بن فضل البار حدثاً استثنائياً على مستوى الأندية الأدبية في المملكة، وإن كانت هي أربعة أحياء مكية فقط : (العمرة – المعابدة -العتيبية -الفيحاء) ولكن ما تحقق من انصهار المجتمع وخاصة فئة الشباب في بوتقة الثقافة والأدب والفنون لهي تجربة رائدة تستحق أن تكون أنموذجاً رائداً للأندية الأدبية الأخرى . فما قدم في البرنامج من الأحياء الأربعة من قصائد وأناشيد وأبوريتات ومسرحيات وفنون تشكيلية لهي بحق مواهب إبداعية تفتقت عنها المسابقة وكشفت عن قدرات خاصة لابد من تحفيزها وإظهارها للمجتمع . ولكن اللافت في العرض المسرحي أنه بالرغم من بساطة السيناريو والحوار وتواضع الإمكانيات المتاحة في الإخراج المسرحي من ضوء وصوت وخلفيات .. إلا أنها استحوذت على إعجاب الحضور لا لشيء إلا لأنه ومن خلال العرض الساخر استطاع المخرج إيصال رسالة توعوية للمجتمع.. وهي أفضل من الوعظ المباشر الذي ربما لا يتقبله البعض..ولكن السؤال الذي يطرح نفسه : ماذا لو تيسر لهؤلاء الشباب وجود أكاديمية لدراسة فنون التمثيل وتعلم فنون المسرح :من صوت وإضاءة وديكور؟ وماذا كنا قد حصدنا من المسرح ؟ الذي لا نزال نغيبه من ثقافتنا مع أنه من أرقى وسائل الثقافة والاتصال بالأخر لإيصال رسائل متنوعة..

وإن كانت هناك طموحات أخرى عند تقييم التجربة فهي إشراك ( العنصر النسائي) في الفعاليات والأنشطة فهناك حتماً شابات مبدعات في كتابة الشعر والقصة والمقالة بل هناك مبدعات في الإلقاء والخطابة، فلماذا لا تكون الفعاليات أيضاً شاملة لإبراز تلك المواهب الإبداعية .

كما نتمنى رفع قيمة الجوائز حتى تكون حافزاً قوياً للمشاركة ومن الممكن أن يشترك رجال الأعمال المكيون في دعم هذه الجوائز ورعاية حفلات التكريم فهم أبناء مكة المحبون لكل ما يخدم هذا البلد الحرام .
أخيراً أقول :هنيئاً لنادي مكة الثقافي الأدبي هذه الريادة الإبداعية في الأنشطة ووصول الثقافة والأدب إلى المجتمع بكافة شرائحه عبر أحياء مكة ونجاح شراكة اجتماعية استقطبت وجهاء وأعيان مكة مع المواطن العادي في ليلة تدخل التاريخ من أوسع أبوابه إنه الاثنين 16/ 2/1436هـ .[/JUSTIFY]

فاتن ابراهيم حسين

كاتبة وتربوية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى