بقلم : أ. عبدالرحمن القراش
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهاتف المحمول في الأسبوع المنصرم بظاهرة جديدة ودخيلة على المجتمع لا نعلم لها مصدرا أقل ما نسميها بأنها نواقيس خطر تقرع أجراس المجتمع بتمرد للفتيات على القيم والمبادئ والألفة الأسرية .
وأهم تلك الظواهر :
– فتاة تظهر وهي ترتدي رأس حمار والشباب حولها .
– فتاة تظهر في أحد أماكن التنزه خلف شاب يقود دباب .
– فتاة تظهر في مدرجات الشباب بمتابعة أحد المباريات .
– فتاة قادمة من دولة مجاورة بسيارتها تريد تخطي الحدود بالقوة .
أحبتي :
إن هذا التمرد إن صح التعبير له أسباب جوهرية نوجزها فيما يلي :
1. فقدان الدعم النفسي :
وهو ما ينتج من شعور الفتاة بوحدتها وقلة أو انعدام المقربين إليها ومن يشعرونها بالدعم الحقيقي وبالوقوف بجانبها في مشكلاتها وأزماتها المتعاقبة
فتهرب من واقعها إلى تصرفات غير عقلانية لاتدرك خطرها إلا عند وقوع الكارثة .
2. المواقف القديمة :
والمقصود بها هي الأحداث التي تعرض له الفتاة من قبل خلال تجاربها السابقة وخصوصاً في مرحلة طفولتها ومراهقتها كطلاق الوالدين أو إهمال أحدهما لواحباته تجاه الأبناء فتصبح مثل هذه المواقفة المزعجة والمؤلمة نتائج محبطة فيتراكم لدى الفتاة شعور الكراهية المتزايد تجاه شتى المشكلات التي تمر به من دون تمييز لنوعية تلك المشكلة فتهرب من واقعها المأساوي لواقع أكثر سوء فيتم استغلالها.
3. الثقة و الدلال الزائد عن حده :
فلا تحاسب الفتاة على تصرفاتها الخاطئة منذ الصغر وربما لقيت تشجيعا من أحد الوالدين بطريقة غير مباشرة فيخلق من الفتاة متمردة على القيم .
4. الدراما التلفزيونية :
لها دور محوري في تصوير تمرد الفتاة بأنها حرية من خلال بعض الأعمال التي تعرض على المجتمع دون قص الرقيب لها .
5. صديقات السوء وحب التقليد
من أهم العوامل التي تسبب تمرد الفتاة على والديها الجاهلين بمواكبة التربية الحديثة فتكون الصديقة هي الملجأ لاحتضان الفتاة وتمرير الأفكار السيئة لها .
6. غياب الرادع القانوني الواضح :
فليس التعهد الخطي الذي يؤخذ على بعض الفتيات بكاف
بل يجب أن تعامل معاملة الشاب الذي يقوم بأمور مخالفة
العلاج المقترح :
يجب على الأسرة والمجتمع أن يدركا أن الفتيات هن أمهات المستقبل وعليهن عبأ كبيرا في التربية ، لذلك يجب أن تحضى كل فتاة بالتربية والاحتوى الذي يخلق منها أما قادرة على حماية نفسها ومستقبلها وأبناءها من غير عنف او تهميش وإنما بالحوار والمراعاة والمحاسبة بالتي هي أحسن في ظل الدين والأخلاق الحميدة دون وأد لمشاعرها أو أفكارها أو طموحها بل بدعمها والوقوف لجانبها.
كما يجب على الوالدين دوما مواكبة التربية الحديثة فنحن نربي أبناءنا لمستقبلهم وليس لمستقبلنا من خلال الاستفادة من الإنفجار التقني والتعليمي و سؤال ذوي الاختصاص وإشراك الأبناء في البناء الأسري دون تهميش لأرائهم مفسرين لهم معنى العيب بالطريقة التي تقنعهم لكي لا يلجأوا إلى غير الأسرة فغير أفكارهم .
[/JUSTIFY]