حمد عبد العزيز الكنتي
لا ادري هل يستشعر الجميع منا نعمة مكة عليه ؟ هل نحن سعداء وفخورين بأننا في مكة ، بأننا نجاور بيت الله العتيق ؟
اسئلة دائما تدور في مخيلتي ، فالله اكرمنا بمكة المكرمة ، واختارنا لخدمة ضيوف بيته ، ومنحنا نعمة خدمة الحجاج والمعتمرين والزوار ، واسكننا في اطهر بقعة ، كل هذه النعم الكبيرة هل نحن نعطيها اهتماما ؟ هل تحرك فينا شيئا ، وأكثر من ذلك هل نحمد الله عليها في كل سجدة ؟
احرص دائما على مشاهدة الاخبار حول الحج ومتعلقاته ويشدني دائما رؤية مناظر الحجاج في بعض الدول وهم يبكون بشدة لان القرعة لم تضمن لهم الحضور للحج في ذلك العام وعندما ارى ذلك المشهد تدمع عيني واحمد الله على هذه النعمة التي منحها لي دون حساب .
وارى ايضا بالمقابل المشهد الاخر مشهد فرحة الحجاج وقد اجتازوا القرعة ، وربما تجد النساء يصفقن ، والرجال يذرفون الدموع من فرحة الذهاب الى مكة المكرمة .
وهذه المشاهد تتجلى اكثر كلما اقترب الحاج او الحاجة من مكة او من الحرم المكي الشريف ، حيث اذكر وأنا صغيرا عندما كنت اعمل في الحرم المكي الشريف انني كنت اشاهد النساء يطلقن ( زغاريد ) الفرح عند بعض ابواب الحرم من شدة اعجابهن بالمشهد ، وكان يدهشني ذلك المنظر جدا ، وعندما اراه احمد الله على نعمة وجودي الدائمة هنا التي اسال الله ان لا تنقطع .
وأكثر ما كان يلفت نظري رؤية حافلة الحجيج وهي تغادر بعد انقضاء مناسك الحج ، فتجد الحجاج يذرفون الدموع ، ويلتقطون الصور التذكارية ، وربما ينادون ابناء مكة ليشاركونهم الصور والأحضان لعلهم يعودون بشيء من رائحة مكة ، فهل يا اهل مكة تشعرون بهذه النعمة الكبرى والمنحة العليا ..؟
أي كرم هو ان تكون صلاتك بمائة الف صلاة ، وأي نعمة هي ان تصلي وأنت تكحل عينك بالكعبة المشرفة وليس بينك وبينها حجاب ، وأي منحة وأنت تخدم حجاج بيت الله الحرام بل وتستمتع بذلك حتى يكون هذا ديدنك في كل عام ، هي نعم تترى علينا هنا في مكة المكرمة ، وإذا لم نقدر هذه النعم ونعتني بها فربما تقصينا مكة الى ابعد الاماكن وحينها نندم .. وأي ندم ينفع ..!
يقول الشاعر :
[CENTER]من حسن حظي ان مكة مولدي .. والبيت والركن المكرم منزلي[/CENTER][/JUSTIFY]