الشباب في رأس السنة وأعياد الميلاد..!!
علي صالح طمبل
قال شاب لآخر:
– أين روَّست (قضيت رأس السنة) هذا العام؟
– لم أروِّس في أي مكان!
فابتسم ذلك الشاب ابتسامة ساخرة، ثم قال:
– والله إنت مسكين ياخي!
وخطورة الاحتفال برأس السنة وأعياد الميلاد أنه يقدح في أعز ما يملكه الشاب المسلم، وهو عقيدته التي يدين بها الله عز وجل، إذ أن فيه مشابهة لليهود والنصارى الذين يسأل الله جل وعلا في كل صلاة – بل في كل ركعة – أن يهديه صراطاً مستقيماً للذين أنعم عليهم، غير المغضوب عليهم (اليهود)، ولا الضالين (النصارى)، فكيف يسأله أن يجنِّبه طريقهم، ثم يأتي بعد ذلك فيتَّبع سننهم المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بدينهم؟!
إن الاحتفال برأس السنة الميلادية وتهنئة النصارى بأعياد الميلاد يعني الإقرار بما عليه النصارى من عقيدة التثليث القائلة بوجود ثلاثة آلهه: الأب والابن والروح القدس، ويعني تهنئتهم بميلاد عيسى عليه السلام باعتباره ابنا لله جل وعلا، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، وقد أبطل الله عزّ وجل هذه العقيدة الفاسدة بقوله تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [المائدة:73]، إضافة إلى ما في ذلك من قدح في عقيدة الولاء والبراء؛ فالولاء ينبغي أن يكون لله ورسوله والمؤمنين، والبراء ينبغي أن يكون من الكفر وأهله.
وإن ما يفعله كثير من الشباب اليوم في رأس السنة الميلادية من حضور للحفلات الغنائية الصاخبة، وذهاب إلى الحدائق العامة، وتراشق بالبيض والطماطم ورش للمارة بالماء، وتقليد للغرب في اللبس وقص الشعر وطريقة الكلام والمشي، وغيرها من مظاهر الاحتفال تدل على مشابهة لأهل الكفر، وتبعية عمياء لهم، وحب لبعض قدواتهم، وتبنٍّ لثقافاتهم، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من تشبه بقوم فهو منهم)، و(المرء مع من أحب).
ينبغي على الشاب المسلم أن يكون معتزاً بعقيدته، ومعتداً بانتمائه إلى خير الأديان، واتباعه لخير الرسل صلوات الله وتسليماته عليه؛ فالإسلام هو الدين الحق الذي ينبغي أن يكون متبوعاً لا تابعاً، مقلَّداً لا مقلِّداً، قال تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) [آل عمران: 19]، فالشاب المسلم ينبغي أن لا يكون إمعة إن أحسن الناس يحسن وإن أساؤوا يسيء، ولكن يوطن نفسه، إن أحسن الناس يحسن، وإن أساؤوا يتجنب إساءتهم، كما جاء في الحديث الشريف: (لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساووا أن لا تظلموا) رواه المنذري الترغيب والترهيب – الصفحة أو الرقم: 3/308.[/JUSTIFY]