تعتبر مرحلة الشباب مرحلة مفصلية في حياة الإنسان.فمنها يعبر الفرد إما إلى حياة سوية ناجحة وإما إلى فشل يجر فشل. أدرك أهميتهاأغلب الدول وأولتهم عناية فائقة.
شبابنا يقتلهم الفراغ بل ويتفنن بالقتل،فالوقت – الفراغ – موجود،والمال بين يديه من والديه لا يعرف له قيمة، وهو في عنفوان الشباب والقوة فاكتمل قول أبو العتاهية:
إن الشباب والفراغ والجدة *** مفسدة للمرء أي مفسدة!
ولك أن تخرج للشارع وشاهد ماذا يفعل الشباب! فبين مجموعة في سيارة فاخرة لا وجهة محددة لديهم سوى “اللفلفه” يزاحم الناس في الطرقات تارة ويمارس رياضة الموت تارة اخرى . ومجموعة أخرى تحلقت في حلقة وكان على رؤوسهم الطير، فلا تسمع لهم صوتا ولا ترى لهم حركة، تحلقوا حول الجوالات الذكية والتطبيقات الاجتماعية, والخافي فيها أعظم. ومجموعة تجردت من انسانيتها، وأصبح للسلوك الحيواني أقرب، فهذا يحرق كلب حي! والآخر يدوس عليه بعجلات الشاص وكأنه “مطب” والمشكلة يوثق هذا العمل بالصوت والصورة، وكأنه يوثق حدثا مهما في تاريخ البشرية .هذا ما ظهر لي في شوارعنا، وخفي عني مجموعة تنشط في آخر الليل سيطرتعليهم المخدرات وأخرى تبنت الفكر الداعشي.
يطرح الشباب سؤالهم الذي حتى اليوم لم أجد له جواب “فين نروح؟” فلا توجد مراكز رياضيه مجانية ” تلمهم زي العالم والناس” توفرها رعاية الشباب – التي أسمع جعجعة ولا أرى لها طحناً – أو الامانات يقضي فيها الشاب وقته بشيء ينفعه،ليس شرطا أن يكون المركز الرياضي رياضيا صرفا بل يكون شبابياً فيه كل ما يحتاجه الشباب. توضع فيه مكتبة عامة للقراءة ومسرح يشرف عليه تربويين متخصصين ومسابقات ثقافية واجتماعية شبابية.أجزم بأن هذا المركز سيمتلئ عن بكرة أبيه من أول اليوم، فنسبة الشباب في السعودية بلغت 47% دون 24 سنة – أي قرابة النصف – من سكان السعودية هم من فئة الشباب. ألا يستحقون مركز واحد فقط في كل مدينة. المكان والإمكانيات كلها موجودة فمن المشمروالقائل انا لها. رسالة نبعثها لعلها تجد أذن صاغية:
شبابنا فيهم خير وهم على خير، ولكن الخلل يكمن في المؤسسات المعنية بهم.