جامعة مكة بهرجة إعلامية
أحمد صالح حلبي
وحينما نادى الأخ إبراهيم أمجد بإقامة جامعة مكة، كانت دعوته مرتبطة ببهرجة إعلامية لا دراسة علمية؛ فسعى لتشكيل لجنة إعلامية وضمني إليها دون أن يأخذ موافقتي أو يخبرني، وفوجئت باسمي ضمن أعضاء اللجنة الإعلامية منشورًا بالصحف، وأنا لا أعرف شيئًا عن الجامعة، فكيف يكون عضوًا باللجنة الإعلامية يجهل الجامعة وأهدافها ؟!
وحينما أجرت “جريدة مكة” استطلاعًا حول فكرة إقامة الجامعة وقلت حينها، إن إقامة جامعة ليس بالأمر السهل، والمال لا يمكن أن يبني صرحًا علميًا، لكنه يُساهم في بنائه، وأوضحت أن مكة المكرمة بحاجة إلى مركز أو معهد أو كلية متخصصة في مجال خدمات الحج والعمرة، فمكة المكرمة بحاجة لكلية متخصصة، والكليات المتخصصة قادرة على إثبات تواجدها، فهذه كلية البترجي للعلوم الطبية والتكنولوجيا التي أسست في عام 2005 كأول كلية أهلية متخصصة في العلوم الطبية، فلماذا لا تكن كلية خدمات الحج والعمرة بمكة المكرمة أول كلية متخصصة في مجال خدمات الحج والعمرة. والواضح أن الحديث عن جامعة مكة ليس بالحديث عن بناء مرفق تعليمي خاص لتأهيل الشباب، بقدر ماهو حديث مرتبط ببروز إعلامي، لكن ما حدث عكس المتوقع كليًا، فحينما وجهت الدعوة لحفل جامعة مكة بمنزل الشريف / منصور أبو رياش وأعلن الشريف منصور والأستاذ / فائز زقزوق تبرعهما بنحو ثلاثمائة مليون ريال للجامعة، لم نرَ من يحرك ساكنًا ويعلن تبرعه واكتفي بهذا التبرع، ولعل السبب في ذلك أن الحضور لم يجدوا الخطوات العملية لتأسيس جامعة، فبناء صرح تعليمي خاص يحتاج أولًا إلى إعداد دراسات جدوى تقوم بها مراكز الدراسات المتخصصة كخطوة أولى، تليها دراسات أكاديمية ينفذها متخصصون في مجالات التربية وعلم الاجتماع؛ لمعرفة مدى تقبل الشباب للالتحاق بهذا الصرح التعليمي، وتعقبها دراسات للمناهج المقررة وساعاتها، ومن ثم ترفع خلاصة الدراسات للجهات المسئولة لنيل الموافقة وتبدأ بعدها خطوات التنفيذ.
وأستغرب حقيقة أن يكون الحديث عن جامعة مكة وتصميم شعارها قبل أن توضع دراساتها ولم نرَ سوى إشادة من هذا وتنويه من ذاك، في حين أن الشيخ / يوسف الأحمدي الذي قدّم نحو 100 مليون ريال للأعمال الخيرية لم نرَ له أي ضجيج إعلامي، وهذا ما يؤكد بأنها لا تعد بهرجة إعلامية . وما أتمناه من أخي إبراهيم أمجد الذي أدرك تمامًا أنه غير راضٍ لما أتناوله، أن يوجه الدعوة لمن حضر اللقاء الذي عُقد بدار الشريف منصور أبو رياش ليوضح لهم مصير الجامعة أين وصلت مراحلها ؟!
ويكفي المساومة بحب مكة المكرمة، ومن يحبها أكثر من غيره، ومن هو ابن مكة المكرمة البار، فكلنا أبناء مكة المكرمة ولدنا بأرضها وسقينا من زمزمها ونحبها، وندعو الله ألا نفارقها إلا أمواتًا بثراها الطاهر . ولا ينبغي أن نقول بأننا وحدنا محبي مكة المكرمة؛ فهناك غيرنا من المسلمين بكافة أنحاء العالم هم محبون لها، وقد تكون محبتهم لها أكثر منا، لاشتياقهم بالسير على ترابها واستنشاق هوائها .[/JUSTIFY]