من ذاكرتي الجامعية
في دائرة الوهج المعرفي الذي شهدته الجزيرة العربية قبل مئات السنين يبرز سوق عكاظ واحدا من ملامح هذا الوهج بل كان أكبر ضوء ثقافي إلى جانب ذي المجاز ومجنة .
وعندما كان الشعراء يتبارون لحيازة قصب السبق واعتلاء عرش الشعر كانت هناك مشاعر التنافس تملأجنبات السوق عظمة وزهوا .
النابغة والخنساء وغيرهما يؤججون حماس الحاضرين في عنفوان الشخصية العربية الشاعرة .
القصيدة سيدة الموقف
البناء الشعري والقافية والروي والبلاغة والخيال والصورة وقوة اللفظة وسبك المعنى هي مقومات الفوز.
التذوق الفطري بما يملكه العرب هو الحكم الأول وإن كان من يكون حكما يفصل الرؤية الحقة لاجتياز القصيدة الفائزة كل القصائد المنافسة.
النابغة الذبياني يقول للخنساء وقد ألقت قصيدتها :
لو أن أبابصير لم يسبقك لكنت أشعر من بالسوق .
لم تكن الذائقة العربية تفرق بين الذكر والأنثى من حيث الجنس ..كان الفرق هنا يتجلى في بناء القصيدة.
وتذهب القصيدة الفائزة في الآفاق يقرؤها الناس ويحفظونها ويستجلون معانيها ويميزون صوابها وخطأها .
…للحديث بقية …
علي بن الحسن الحفظي