المقالات

خـطَـر المسجد الــحَــرام!

 

(أحدهم) الأسبوع الماضي يُـطْـلِـق (تغريدة في تويتر) لا يُـلْـقِـي لها بالاً، يؤكد فيها بأنّ (الـمسجد الحرام في مكة المكرمة) أصبح يمثّـل خطراً على الـشّـبَـاب بِـفْـعْـل تَـبَـرّج بعض النساء فيه!!

(التغريدة) بهذه الصيغة وتلك الألفاظ القاسية (كما صَـرّح صاحبها) تَـطِـير بها الركبان، ويتردد صداها في مختلف وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي الداخلية والخارجية، وتستثمرها الأصوات المعادية للدّين، ولهذه البلاد الطاهرة، ويُـصَـبّ على نارها الـزّيت!!

بعدها يقَـدّم (الـمُـغَــرّد) اعتذاراته موضحاً بأنّ تغريدته قد فُـهِـمَـت خطأً، وأن طائفة من اللبراليين والعلمانيين – كما قال – هم مَـن روجوا لذلك الفهم غير المقصود منه!

وهنا وبعيداً عن خصوصية تلك التغريدة، وكونها أصبحت سلاحاً في الحَـرب بين تيارين فِـكريين؛ فإنّ ما يجب الوقوف عنده هو ظاهرة بَـثّ أخبار وتغريدات مسيئة لـقُـدسية الحرمين الشريفين ومدينتي مكة والمدينة؛ ربما دون قَـصد، أو بحثاً عن الشهرة وزيادة المتابعين، أو الإثارة والسبق الصحفي؛ يحدث هذا على الساحة الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي دون اعتبار للآثار الكارثية التي تترتب على ذلك في ظل هذا انفتاح الإعلامي الذي نعيشه اليوم!!
نعم مَـن يسكن مكة المكرمة والمدينة المنورة ومَـن يزورهما ليسوا ملائكة ولهم أخطاؤهم؛ ولكن هناك خصوصية لتلك المدينتين لمكانتهما ولما يضمانه من مقدسات تمثل قِـبلة للمسلمين في العَـالَـم أجمع؛ لذا أيها المغردون أيها الإعلاميون أقَــدركم جميعاً لكن أرجوكم راعوا المصلحة العامة في التعامل مع الأحداث التي تقع فيهما، ولا يكن هَـمّـكم مُـجَـرّد البحث عن الـسَّـبْـق والإثارة الإعلامية؛ لأن نشر بعض الأحداث الفردية الشاذة، ثمّ تصويرها بأنها ظاهرة مجتمعية إساءة كبيرة للمدينتين المقدستين وأهلهما الطيبين، بل وللـدّين والـوطن، ويمكن إيصال صوتكم وملاحظاتكم حيال ما يحدث بطرق ووسائل مناسبة!

وأخيرا هذه دعوة صادقة لميثاق شَـرف إعلامي يضمن الحفاظ على قدسية مكة المكرمة والمدينة المنورة وطهارتهما من التّـشويه، فهل يَـتِـمّ تَـفْـعِـيْـل هذا المقترح؟! وهل تَـتَـبَـنّـاه الإمارة في المنطقتين؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى