مودة الفؤاد
الهِجرة النَبوية عَلى صَاحبها أفضلْ الصلَاة والسّلام نُسب إليهَا التَقويم الهِجري الذِي هُوا مقياس الزمن ، ومن خِلاله نعرف الأيام والشهور والسنين والمواسم الدينية ، وقَد أقَر الخَليفة العَادل عُمر بِن الخطَاب – رضِي الله عَنه – التَاريخ الهجْري بَعد أنْ أشار عَلية الصَحابي علي بن أبي طالب – كَرم الله وجهة – وآخرون مِن الصَحابة – رضوَان الله عَليهم – أن يؤرخ التَاريخ الهِجري من هجرة المصْطفى – صَلى الله عَليه وسَلم – من مكة المكرمَة إلى المدينة المنوَرة لِمعرفة الكل بِذلك الحدَث التاريخِي ، فوَافق الصَحابة أجمَع بتَأييد الخَليفة عُمر – رضوَان الله عَليهم – عَلى ذَلك الرأيْ ، فكَان يَوم الجمعَه هَو أوّل أيَام العَام الهِجري الأول 1/1/1ه ، ويَتكون العَام الهِجري مِن 12 شَهر قَمري { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ …. } = 354 يوماً تَقريباً ، وأولْ الأشْهر الهِجرية شَهر مُحرم ثُم تَتوالى حَسب تَرتيبها المعرُوف حَالياً بعدما تَم تَوحيدها قَبل البِعثة النَبوية بِـــ 150 عَام ، وتَنحصر أيَام الأشْهر الهِجرية مَا بينْ 29 و 30 يوم حَسب دَورة القَمر الظاهِرية المحسُوسة ( روية الهلال ) { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ … } ومُنذ ذَلك اليَوم والمكَاتبات تُأرخ وتُوثق بِه ، وتُحدد مِن خِلاله المنَاسبات الإسْلامية التِي أبَاحها دِيننا الحنِيف ، وعقُود مِن الزَمن مَضت نَسير عَلى ذَلك ، وروَيداً رُويداً أدْخل التَاريخ المِيلادي بِأيدي خَفية فِي مَجرى الحيَاة اليَومية لِيكتب بِجوار التاريخ الهِجري تَسبقه كَلمة الموَافق ، ويَوماً بَعد يَوم بُدأ إستخدَام التاريخْ الميلادِي فِي كُل شَيء مِن أمُور حيَاتنا الدِنيوية ( وفَاة – زوَاج – إجتمَاعات – موَاعيد مُستشفيات ….. ) ثُم يُقرن بالتارِيخ الهِجري كَتحصيل حَاصل .
هَذه الظَاهرة التَاريخية الدَخيلة عَلى مَجرى حَياتنا ، والتِي غَدت أسَاساً فِي تعَاملنا اليَومي تَدل عَلى أننَا نَتبع مَنهج النصَارى ، ونَخطوا خُطاهم ، متَجاهلين تَاريخنا الإسْلامي شِعار الأمّة الإسْلامية ، وفِي هَذا دَلاله وَاضحة البَيان عَلى تأثرَنا بِهم ، وأنهُم قَد نَجحوا فِي تَحقيق غَايتهم ، وأهدَافهم بِطمس التاريخْ الهجرِي مِن تَعاملاتنا أجمَع .
أتَمنى أنْ تَكون هنَاك صَحوة مِن العَالم الإسْلامي أجمَع تِجاه هَذه الظَاهرة التِي غَزت حيَاتنا ، وسَيطرت عَلى مُجريات الأحدَاث الإسْلامية ، وأنْدثر مِن خِلالها التَاريخ الهجْري .
تعليق واحد