المقالات

التعصب أولاً وثانياً وثالثاً

التعصب أولاً وثانياً وثالثاً
طارق عبدالله فقيه

[JUSTIFY]ليس بالضرورة أن تحصد البطولات لأنك تخطط بإتقان أو لأنك تمتلك المواهب أو لأنك تملك دوري محلي مميز .

فخروج البرازيل بفضيحة من كأس العالم المقام على أرضها، وخروج إنجلترا وأسبانيا صاحبتا أشهر الدوريات المتابعة عالمياً ، وخروج أمريكا واليابان الأشهر على مستوى التخطيط من الأدوار الأولى في البطولة العالمية ، كل ذلك يؤكد على أنه ليس الأفضل هو من يفوز دائماً في كرة القدم . وإلا لم تستطع اليونان المغمورة كروياً الفوز ببطولة أوروبا أمام أعتى المنتخبات الأوروبية ، ولحصدا فريقا برشلونة وريال مدريد جميع البطولات العالمية على مستوى الأندية .

إذن الفوز وحصد البطولات يتوقف على عوامل كثيرة لا يغيب عنها التوفيق أو لنقل الحظ الذي يلعب دوراً كبيراً في أحايين كثيرة في اهداء الفوز للفريق الأسوء أمام الفريق الأفضل .

خرج منتخبنا من بطولة الخليج صفر اليدين وهاهو يخرج اليوم من بطولة آسيا مبكراً ، وقد ننتظر سنوات كي يعود الأخضر للمنصات ، وليمارس المحللون المتخصصون والغير متخصصون عملهم في النقد والتحليل والبحث عن الأسباب .
وسيخرج علينا عشاق الإثارة أو “الأكشن ” كما يحلو لهم تسميتها ، ومحبي العرض أو “الشو ” بعبارات رنانة وهجوم كاسح وجلد للذات وكأننا خسرنا… في معركة الكرامة ، والأمر لا يعدو كونه تنافس رياضي في مسابقة رياضية يفوز بها منتخب واحد ويخسر الجميع .

لكن المتابع المنصف لا يمكن له أن يغفل أن أحد أسباب الإخفاق هو التعصب الغير رياضي الذي أستشرى في الوسط الرياضي وتجاوز مرحلة التنافس ليصل لمرحلة خطيرة وهي إثارة العداوة وبث روح الفرقة بين أفراد المجتمع تعصباً لنادي ضد نادي ، ومدحاً وقدحاً في لاعب ضد لاعب ، قد يجده في الغد مع الإحتراف ضمن تشكيلة فريقه .

هذا التعصب الأعمى في رأيي المتواضع هو أهم أسباب الإخفاق لأنديتنا ومنتخباتنا ، وآثاره السلبية ستتعدى الوسط الرياضي وستأثر على المدى البعيد على تماسك نسيجنا المجتمعي وروح المحبة والتماسك التي تجمع أطيافه ..

فمتى نقف جميعاً لنعلنها بصوت عال : لا للتعصب لوحدة مجتمعنا ولا للتعصب حماية لوطنيتنا ولا للتعصب لإزدهار رياضاتنا ![/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى