المحليةالمقالات

معلمة … (فضيحة)؟!

[COLOR=crimson]معلمة … (فضيحة) ؟ ![/COLOR]

عادت رغد من مدرستها حزينة القلب ، مكسورة الخاطر ، واتجهت لغرفتها مباشرة دونما سلام أو كلام ، استغربت والدتها منها هذا التصرف ، فقد تعودّت من ابنتها أن تعود متلهفة إليها ، مشتاقة للحديث معها ، فما أن تُلقي بحقيبتها المدرسية حتى تبدأ بسرد تفاصيل حكايتها اليومية ، فهي تعيش تجربة جديدة ومثيرة ، فلم يمض على التحاقها بالمدرسة سوى بضعة شهور ، إنه عالم آخر يختلف عن كل ما ألفته وتعودت عليه .

لم تنتظر والدة رغد طويلاً ، فذهبت لابنتها في غرفتها ، وسألتها : حبيبتي رغودة .. ما الذي حصل ؟! لماذا هذه التكشيرة التي لا تليق بوجهك الجميل ؟ حتى قبلة ماما ذهبت مع الريح ؟! لا بد أن شيئا كبيراً قد حصل ، فما هو هذا الشيء يا حبيبتي ؟ هيا تكلمي ، ألسنا صديقتين كما اتفقنا ؟ والصديق وقت الضيق .

ما هي إلا لحظات حتى تحركت شفتا رغد وانطلق لسانها وقالت : معلمتي فرح يا ماما ! معلمتي فرح انتقلت إلى مدرسة أخرى ، وقد حضرت اليوم لوداعنا ، إنها خسارة كبيرة ، لقد كنت أحبها كثيراً ، فهي من جعلتني أحب مدرستي ، وعلمتني كيف أكون متفوقة دائما ، إنها .. إنها معلمة (فضيحة) يا ماما ؟ ! .

نظرت والدة رغد لابنتها بحدّة وأخذت تعاتبها بشدّة : ما هذا الكلام يا ابنتي ؟ الطالبة المهذبة لا تصف معلمتها بالفضيحة ، فكلمة (فضيحة) كلمة غير لائقة ، ثم كيف تقولين أنك تحبينها كثيراً، وأنك حزينة على فراقها ثم تصفينها بالفضيحة ! لم تترك رغد والدتها تسترسل في توبيخها ، وصاحت بعفوية : لا .. لا يا ماما أنا لا أقصد الإساءة لمعلمتي ، ولكني أحاول أن أعبر لك عن مدى إعجابي بها .

استغربت والدة رغد من هذا الإعجاب العجيب ، ولكن ابنتها لم تدعها تحتار طويلا وبادرتها بالقول : ليتك تشاهدينها ياماما ماذا تفعل عندما أحضر لها واجبا ، أو أجيب لها سؤالا ، أو أقدم لها مشاركة ، إنها تتحول إلى إنسانة أخرى ، ويتحول الفصل إلى مهرجان كبير ، فهي ترفع يديها عاليا وتصرخ : برافو رغد، ممتازة ، رائعة ، ثم يبدأ التصفيق الحار ، إنها فعلاً فضيحة يا ماما، كم أنت فضيحة يا معلمتي .

أما معلمتي الجديدة فأنا أحترمها وأقدرِّها أيضا ، ولكنها جادة دائما وحازمة طوال الوقت ، فهي لا تبتسم إلا نادراً ، ولا يوجد لديها سوى عبارة تشجيع واحدة هي (أحسنت .. اجلسي) ، عندها أدركت والدة رغد سر كلمة (فضيحة) فتبسمت ضاحكة من قول ابنتها وقالت لها : حسناً يا صغيرتي ، إنها معلمة (فضيحة) على طريقتك ، ولكنها فضيحة حسنة ، فلها منا كل الاحترام والتقدير والدعاء .

[ALIGN=LEFT][COLOR=green]أحمد بن محمد اليماني[/COLOR][/ALIGN]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى