إن ضــروب ســيرة خـادم الحــرمين الشـريفــين، ملــك الإنــسانــية الملك عبد الله بن عـبد العزيز آل ســعود – رحمه الله- تُمثــل عن جدارة واستــحقاق (ازدهـار وطـن في رجـل) ولــم تــأتِ هـذه الـتسـمـية مـن فـــراغ؛ لأن ضـــروبـها زاخــرة بالكـثير من المشــاريع العــملاقة والإنجـازات الضـــخمة. ملـك انتـهج نهـج طريـق المـؤسـس والمــوحد لهـذا الكــيان الشـامـخ المـلك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله- الـذي أمـن وأرسى أعمدة الخيمة السـعودية الثـلاثة (توحيد – وحدة – علم)؛ ليصبح الوطن كالبنيان المرصوص متلاحمًا وآمنًا يشع طيبة وطيبًا. ومما زاد في أهمـية وتوهـج سـيرته تلك الإضـاءات النبـيلة، واتســامه بالقــيم السامقة والصفات الراقية والخصال الحميدة التي جعلته يسكن في شغاف قلوب شعبه وحنايا ذاكراتهم .ملك يقود شعبه بشوقٍ عظيمٍ، ويدفعه إيمان قوي بربه، وعاشــقًا لرفـعة وطـنه، وما يؤديه في سبـيل الارتـقاء بالوطـن في طـريق التــطور والإنماء. إننا في هذا الوطن الشـامخ لا يسـعنا إلا أن نقف بإجـلال وإكبار وإعـزاز واقتـدار لتـلك الإنجـازات العمـلاقة التـي سطرها بحـروف مـن نــور؛ حيث أخذ التطوير منحـى جـديدًا وفــق مفــهومات عـصرية حضـاريـة تتــوافـق مع ثـورة القـرن الحـادي والعـشرين، وهــو مهــتم أن تتــواصـل مسيــرة الإصــلاح والتنـمـية والارتـقاء بالمـواطن الذي حظـى بكل فئـــاته بدعـم واهتـمام مـلك الإنســانية على الأصــعدة الثقافية والاجـتماعية كافة، كما ركـــز على مشـعل الحـضارة وهـو الجـانب التعلــيمي، حيـث حـظـى التعـليم العـالي من افتـتاح للجامعات المتعددة والمتنوعة التي شمـلت جمـيع أرجاء الوطـن، والتوسع في برامج الابتعاث التعلـيمي للخــارج وهـو يـدل على الرؤيـة الثـاقبة لملــك الإنسانية على بناء الإنسان واستثماره وأنه الثروة الحقيقية؛ ليكـون فـاعلاً وشريكًا في ملحمة النهوض وسيمفونية البناء. ملك متواضع يحب الناس يجد نفسه بين البسطاء لا يحب المظاهر ولا التكلف ويلغي الحواجز قدر المستطاع مؤمن بأنه لن يصيبه غير ما كتب الله له، وقورترتسم على محياه سيماء الحكمة والحنكة يحب قلة الكلام وكثرة العمل؛ فإذا تكلم أجاز ولا يقول إلا ما يفعل شيمته الوفاء إذا عاهد ولا يعد إلا بما يستطيع تنفيذه واسع الصدر له مقدرة عظيمة على الصبر، وله مقدرة مميزة على الإنصات للآخرين وفهم محدثه من كلامه وملامحه وحركته.
قائد وصــانع سيـاسات تتعدى تضـاريس العـالم الإسلامي؛ حيث قَلب معـادلات التاريخ، وغَيَّر تضــاريس الجغرافيا، وسلــك النهــج الصحيح لتحقــيق استراتيجية التنمية في القرن الحــادي والعـــشرين لتــؤكد رؤيته المســتقبلية المستنيرة لتحــقيق الأهـــداف الكبـرى والغايات النـبيلة، وإحراز الخطوات الفعلية إلى طريق المسـتقبل بطرق مختـلفة وأخـذ على عاتقه استكــمال الإصلاحات الكبـيرة مما نتج عنه العديد من المكاسب على أصعــدة كثيرة، حــضاريًا وتنـمويًا وسيـاسيًا وازدادت المــملكة في عهـده بالانفـتاح الواســع العمـيق على العالم لإيمـانه بالحــوار المــسكون بالشفافية، والصـدق في الظن، والولاء للثــــوابت.
تغمد الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز بواسع رحمته وغفرانه وأسكنه فسيح جناته، وعزاؤنا تمسك هذه الأمة بدينها القويم، فجزاه الله عن الإسلام وعن هذه الأمة وعن المسلمين كافة خير الجزاء. ووفق الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لما هو خير وصلاح، سائلين المولى عز وجل أن يحمي هذه البلاد الطاهرة من كل سوء وفتنة وشر وأحقاد وإرهاب وفساد، وأن ينعم علينا بنعمة الإيمان والرقي والازدهار؛ لنحافظ على ما تحقق لهذا الكيان من مكتسبات عظيمة وهذا يجعلنا أكثر تفاؤلًا بالمستقبل الواعد المشرق ونحن نتطلع جميعًا إلى كثافة في مجالات الخير والبناء والاستقرار لنصوغ الغد الأطهر والأفضل والأنبل والأكمل.