مازلت أذكر كلماته وهو يتولى مقاليد الحكم, ويطلب الدعاء والمعونة بالنصح من الشعب. وإن توقف صوته – رحمه الله – فكل أرجاء الوطن تعكس صورته من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب. نهض بالمملكة بخطوات سريعة ثابتة وهمّه أن يصل بالمملكة إلى العالم الأول في كل المجالات- فجزاه الله عنا خير الجزاء. ترك بصمته في التعليم والجامعات والقضاء والمدن الصناعية والسكن. عاش معنا وفينا ومن أجلنا عشرات من السنين, وهو يوصي المسئولين بالمواطنين خيرًا, فهمه الأول الوطن والمواطن. أحبه الصغير قبل الكبير، الأمي قبل المتعلم. أعلن النعي – قبيل ساعات الفجر من يوم الجمعة- فانهالت الدعوات بالرحمة والمغفرة لوالدنا وفقيدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، فقيد الأمتين العربية والاسلامية. وما نقول إلا مايرضي ربنا” إنا لله وإنا إليه راجعون.” مات منا سيد فقام فينا سيد، انتقل الملك والحكم – ولله الحمد والمنة – بكل سهولة وسلاسلة ونحن في أمن وأمان، مسكتين كل أفواه العملاء، والأقلام المستأجرة؛ فتلاحم الشعب مع ولاة الأمر ليس بجديد ولا بمستغرب عن هذه البلاد وأهلها وقادتها . ولسلمان -الملك – نرفع أيدينا بالدعاء له بأن يمد الله في عمره على طاعته، ويعينه على حمل الأمانة، مبايعينه على السمع والطاعة، في المنشط والمكره، وفي العسر واليسر، وحفظ الله ولي عهده الأمير مقرن بن عبد العزيز، وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف.
0