المقالات

المطوفون..آمال وتطلعات

المطوفون..آمال وتطلعات
طارق عبدالله فقيه

[JUSTIFY] لم يدخر آباؤنا وأجدادنا جهدًا إلا وبذلوه في خدمة ورعاية حجاج بيت الله الحرام والعناية بهم ومساعدتهم في أداء نسكهم، منذ أن تطأ أقدامهم أرض مكة المكرمة حماها الله وحتى مغادرتهم لها سعداء بأداء الفريضة مستبشرين بثواب الله وغفرانه .

إذا كان الآباء والأجداد يستعينون بربهم للقيام بهذا العمل المبارك، ثم بسواعدهم وسواعد أبنائهم في ظل إمكانيات متواضعة باذلين أقصى ما يستطيعونه من جهدٍ وعطاءٍ؛ للظفر برضاء الله جل وعلا وابتغاء دعوة مستجابة من ضيوف الرحمن .

ولقد توارث آباؤنا هذا الشرف العظيم عن آبائهم وورثوه لنا، وهو إرث عظيم تتجلى عظمته في بابين مشرعين أحدهما للأجر والثواب ورضاء الكريم الوهاب، وثانيهما للرزق الحلال المبارك .
وإنه لتقع على عواتقنا اليوم مسئولية السير على نفس النهج ومواصلة العطاء في ظل رعاية كريمة من دولتنا رعاها الله التي تسخر جميع إمكاناتها؛ لتقديم خدمات تليق بوفادة حجاج بيت الله الحرام .
وإن من حق أبنائنا علينا أن نعمل على تحقيق آمالهم وتطلعاتهم في المحافظة على هذا الموروث المبارك وأن نطوره ونرتقي به؛ ليفخروا بنا كما فَخُرْنا بمن سبقونا، وليدعوا الله لنا كما دَعَونا للمؤسسين لهذه المهنة العظيمة، ومن جاء بعدهم وسار على نهجهم .

ولن يتأتى ذلك إلا بتكاتف الجميع وتعاونهم وسعيهم الدؤوب؛ لبذل قصارى جهودهم في رعاية وخدمة ضيوف الله، سواءً منهم من كان داخل مجلس الإدارة أو من كان خارجه في المجموعات الميدانية أو أي موقع يتم فيه خدمة الحاج، ولسان حالهم يقول : “سنعمل سويًا لخدمة أرقى..فخرها للأجيال يبقى” .

والواجب أن يكون التنافس الذي يجري هذه الأيام على عضوية مجالس إدارات مؤسسات “أرباب الطوائف” مندرجًا تحت قاعدة قول يوسف عليه السلام لملك مصر : ﴿قالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ﴾ فرغبة كل مطوف يرى في نفسه الكفاءة والمقدرة للترشح ينبغي أن تكون صادقة ومخلصة في تقديم خلاصة خبرته وفكره وعلمه في تطوير هذه المهنة والارتقاء بها، والمحافظة عليها بالجهد والعمل لمن يأتي بعدنا، وأن يكون حفيظًا لما استودعه الناخبون عليه، عالمًا بما تحتاجه هذه المهنة من خطط وبرامج وآليات تصل بها للنجاح المنشود بعون الله سبحانه.

وكما أن على المرشحين مسئوليات يجب القيام بها في حال فوزهم، وفي أعناقهم أمانات سيسألون عن أدائهم لها في حال كسبهم لثقة الناخبين، فإن على الناخبين كذلك مسئوليات، وفي أعناقهم أمانات تتمثل في حسن اختيارهم لأعضاء مجلس إدارتهم ومحاسبتهم بعد ذلك من خلال الحرص علی حضورهم للجمعيات العمومية ومناقشتهم لهؤلاء الأعضاء فيما أنجزوه وما أخفقوا في إنجازه من خلال هذه الجمعيات .

وختامًا فإن للمطوفين آمال وتطلعات وهذا حقهم للحفاظ على إرثهم، ولكي تتحقق هذه الأمنيات فعليهم إقصاء العواطف بعيدًا وتغليب المصلحة العامة في اختيار الأكفأ والأجدر لتسلم الأمانة، وليتحمل المسئولية من هو قادر على أدائها على الوجه المطلوب . أسأل الله تعالی التوفيق للجميع..
[/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى