المقالات

في بلاط شيخ المؤرخين

إن في تاريخ الإنسانية الطويل، رجال، وأحداث، رجال سيخلدهم التاريخ لما سيقدموا لمجتمعاتهم، وأحداث خلدها التاريخ، لتأثيراتها الإنسانية .
خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز، المكمل والمستمر لمسيرة الإنجازات العملاقة، والمشاريع الكبرى في شتى الجوانب؛ لتنمية البلاد وطمأنة العباد.

المهندس لأسس الوعي الرقي الحضاري، المتنامي بدور الإنسان في تطوير مجتمعه، إلى فضاءات النهضة الحضارية المعاصرة.
شيخ المؤرخين، سلمان الإنسان، المتشرب بصفات الفضيلة، من نبع العقيدة الإسلامية السمحة في عمقها وصفائها، المتسمة بالسلوك القويم، والاعتدال، والمعاملة الحسنة، وعمادها الوسطية والحوار مع الآخر، المكتسب للشمائل الحميدة، من محيط القيادة الواعية، معلمه الأول، والده الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله-.

الذي أثر فيه تأثيرًا واضحًا جليًا؛ فاستلهم منه الحكمة والحنكة، ثم توهج وشعّ سطوعه، في تضاريس مدرسة الأمراء، عندما حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، من شيخه إمام الحرم عبد الله خياط .

واستمر يزداد علمًا ومعرفة من محاورة كبار العلماء، والمفكرين، وأهل الحل والعقد، سواء داخل المملكة أوخارجها ، أدى ذلك إلى اتساع فضاءه التاريخي، ورحابه الفكري، من خلال ثقافته التي استمدها من قراءته المختلفة في جوانب العقيدة، والتاريخ، والسياسة، والثقافة والرحلات، والزيارات الخارجية في دول العالم.؛ فتكاثر حوله من الأقصى إلى الأقصى محبيه وعشاقه من أصحاب الفكر والقلم من المؤرخين والمثقفين .

أغرم الملك سلمان بن عبد العزيز بالتاريخ قراءة ،ودراسة، واستماعًا، فتوسعت دوائر الأفق والرؤية في ذهنيته المتقدة؛ لأنه يؤمن بأن التاريخ هو الفقه الحضاري بصواب الفعل البشري، ودومًا يستشهد مع عشاقه المؤرخين من العالم العربي والإسلامي، بأن التاريخ مدرسة كبرى مليئة بالتجارب التي تصقل فكر الإنسان وتأخذ بيده وترشده في مسيرته الكبرى لبناء حاضر أفضل، والتخطيط لمستقبل أقوى.

لذلك يقتنع شيخ المؤرخين خادم الحرمين الشريفين بأهمية دور التاريخ في توعية المجتمع؛ فإن التاريخ إذا أحسن تدريسه، كان مدرسة لتربية أخلاق المواطنين، وبث روح المواطنة، ويتجلى ذلك في اهتمامه وعنايته، بإدارة الملك عبد العزيز التي يفتخر ويشدو بأنه يترأس مجلس إدارتها؛ ليحقق الأهداف المنشودة، والغايات الكبرى، في رؤية ورسالة الإدارة؛ حيث أصبحت في عهده هي الكنز الذي يحفظ مدخرات الوطن في حضارتها، وفكرها، وثقافتها، وتاريخها العميق وأصبحت هي المعين الذي يمد الدولة بالحكمة والرؤية وتوقع النتائج التي تقتضيها رحلتها في الزمان تجاه تقلب الأحداث .
يدهشك المؤرخ سلمان عندما يبحر في محيط التاريخ، وهو يُلم بالمفاصل الدقيقة؛ مفتتًا بالأحداث والشواهد التاريخية ظاهرها وباطنها، ليعلم من حوله أن الأمة التي لا تحسن الفقه بتاريخها، هي أمة فاقدة للحس التاريخي مريضة بحالة غيبوبة عن الذات، وتائهة عن حقيقتها ودورها، في رسم معالم طريقها إلى المستقبل .

شيخ المؤرخين سلمان بن عبد العزيزيؤكد حقيقة أهمية التاريخ والإيمان به والاتكاء عليه؛ لأن فقه التاريخ ضرورة لكل أمة تريد أن يبقى لها دورًا متميزًا في التاريخ وأن الوعي بتاريخنا وحضارتنا هو الطريق لاستئناف دورنا القيادي.
نأمل أن يتزايد، ويستمر تطورنا التاريخي، والاهتمام به؛ حتى يكون لإطارنا التاريخي، وتجربتنا الحضارية؛ الإسهام الفعال، والمؤثر بقسماته ومعالمه في مسيرتنا الحضارية نحو المستقبل الذي يحلق بجناحين معًا الأصالة والتنوير، والتحديث والتغيير .

إن خادم الحرمين الشريفين الذي نذر نفسه لخدمة وطنه؛ ليــقود شعبه الــذي أنعم بحــبه لينعم بنبض حب شعــبه، الحــالم دومًا بغدٍ مشرق أفضل في تحقــيق نهضة شمولية متنوعة ومتعددة ترتقي بالمجتمع السعودي .

سيــبقى الوطن الغالي في عهد سلمان الإنسان شامخًا وتاجًا مرصعًا بالـــدين والأمـــن والأمان والوحدة المتماسكة الممزوجة بالقيم والنبل والأخلاق الحميدة .

فاصله تاريخية

( لكي تتحسن عليك أن تتغير، ولكي تكون الأفضل عليك أن تتغير دومًا).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى