المقالات

إحراق الطيار الأردني “بأي ذنب قتلت “

إحراق الطيار الأردني “بأي ذنب قتلت ”
عبدالله عالي الحارثي

[JUSTIFY]قلوب كالحجر تفجر منها الصخور الصم، قلوب ممتلئة بالحقد على الإسلام والمسلمين، جاءوا من شتى بقاع الأرض ليهلكوا الحرث والنسل، لم يرحموا طفلًا صغيرًا ولا شيخًا كبيرًا، ولا امرأة عجوزًا ولا فتاة صغيرة أو كبيرة، أنفسهم تبرأ منها إبليس اللعين، شعارهم” لا إله إلا الله محمد رسول الله”، وحياتهم دماء وقلوبهم سوداء كسواد العلم الذي يحملونه .
هؤلاء هم الخوارج (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ)

أنفس مضطربة أخذت على عاتقها إرسال الرعب في قلوب الناس، بمسمى الدين، في آخر الزمان يكثر الهرج وهو القتل .
نسمع هنا وهناك قتل بأبشع صوره، فمن نحر بالسكين إلى ضرب بالرصاص، ثم أخيرًا يُحرق بالنار .
أم وأب أجهدوا أنفسهم في تربية ابنهم معاذ الكساسبة، ومع مرور الأيام والشهور كبر معاذ وكما تقول أمه : “كان حافظًا لكتاب الله ويحافظ على الصلوات الخمس. تربى معاذ في بيت مسلم لا يضمر العداوة لأي إنسان .

تربى معاذ بين أكناف أبوين رائعين، كانوا يأملون أن يصبح طيارًا يخدم دينه ووطنه. ومرت السنوات وأصبح معاذ بطلًا يُشار إليه بالبنان، يجوب أجواء عمان كالصقر في السماء، وبالفعل تميز معاذ بإخلاصه وحبه لبلده . ولكن أقدار الله لا مفر منها؛ فقد شارك معاذ مع قوات التحالف للقضاء على الدواعش الخوارج الذين لم يمثلوا دين محمد – صلى الله عليه وسلم- ، وبدأت المساومات بعدم تسليمه إلا بشروط “.

أمه تُنادي والأب يستنجد ولكن لا مجيب لهم؛ لأن القلوب في الجهة الأخرى بمثابة الحجر لا يوجد في قلبها رحمة، تقتل وتخيف، بأبشع صور القتل، ترى أنها هي على الحق وغيرها خطأ.
أيها الدواعش المجرمين : لقد ظهرت بطولتكم في أبناء الإسلام وأهل السنة، وتركتم اليهود يسرحون ويمرحون في فلسطين وفي الجولان، تركتم الحوثيين في اليمن يصولون ويجولون.

أيها الدواعش: دين محمد – صلى الله عليه وسلم- لم يكن هكذا، فهو دين الرحمة “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” دين الإسلام دين السلام والإحسان .

أيها القتلة : لقد تجاوزتم الحدود والله لكم بالمرصاد، وكل ظالم له نهاية فمنهج أجدادكم الخوارج، لم يبقَ وانتهى وهأنتم تعيدوه .
والله ثم والله ثم والله ماتقومون به من تعذيب، وقتل وحرق ليس من الإسلام بشيء.

ورسالتي الأخيرة لمن يفكر الانضمام لهم، والوقوف بجانبهم أقول له وبالله التوفيق :
هل محمد – صلى الله عليه وسلم- قتل المنافقين وهم معه في المدينة؟! هل سمعنا عن محمد أنه أحرق أجسادًا، وهو يقول ” لا يحرق بالنار إلا رب النار” ؟! هل محمد عندما دخل مكة قتل وسفك الدماء وانتهك الأعراض ومثل بالأجساد؟!

تذكروا كلمته عندما دخل مكة فاتحًا قال لمن قتل أصحابه وحاربه واتهمه وشتمه وأخرجه من دياره قال لهم : “اذهبوا فأنتم الطلقاء” .
أيها الإخوة يا من تتألمون لإخواننا الذين يقتلون في بلاد الإسلام ارجع لكتاب الله وسنة النبي، وانطلق من خلالها وسترى أن فعل الدواعش خروج وكفر وزندقة وإرهاب ووحشية.
قلوب وأنفس الدواعش لم تعرف الرحمة ولا عرفت معاني الإسلام الصحيح .

ورسالتي لولاة الأمر وعقلاء المجتمع من أفراد وأسر” انتبهوا واحذروا من هذا الفكر وحاربوه، وبلغوا عنه حتى لو كان أخوك أو أقرب قريب لك؛ فبلادنا ليست مكان لهم وهم لم ولن يمثلوا دين الإسلام .”
أسأل ربي أن يرحم الشاب معاذ، ويعوض أهله في مصابهم.[/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى