المقالات

غاز الحمدانية – يرحمه الله –

غاز الحمدانية – يرحمه الله –
بقلم / علي السعلي

[JUSTIFY]طابور طويل جدًا بشريان حي الحمدانية الرئيسي ليس طابور فول خلفوفة طبعًا! وإن كان يشتركان في إعداد وجبة شهية “تأكل أصابعك وراءها ” هو الغاز يا سادة عاش أهالي الحمدانية، ولم يزالوا في حالة ضيق شديدة وأصبحت الوجبات الثلاث اليومية في أكلة واحدة مجبرين على أكلات المطاعم يُطبخ بزيت محروق أو مكرر ولا بأس ببعض الفلفل الحار رغمًا عن أنف الجميع؛ فأغلب المطاعم بالحمدانية تُطبخ بأيدي باكستانية لاهورية أو بخارية أو أتراك بالكاد يرد عليك من طرف أرنبة أنفه !

ولكن بأمانة وجد البعض استغلال أزمة الغاز – يرحمه الله- في اتباع حمية ربانية بدلًا من برامج التخسيس الفاشلة والقليل من الأهالي يلجأون إلى الصيام؛ فإنه في مواجهة البطون وجاءً وأصبح سعادة الغاز – يرحمه الله- حديث المجالس كبارًا وصغارًا ترحمًا على مناقبه وصفاته أما شبابها؛ فوجدوا الوضع تسلية وترفيهًا فحملوا أمتعة الشواء يمارسون هوايتهم بلذيذ اللحم، وسرد ذكرياتهم بالمرحوم الغاز!

فعبارة الغاز في ذمة الله تردد على شفاة الأهالي، بل أصبحت لحنًا نشازًا للأسف ورغم كل ذلك تبقى تخفف من حنقهم وتبرد على قلوبهم، والمضحك هنا أن الجميع يتفرج يحوقل ويكبر في ظل البيات القهري من المسئولين أو بالاختيار لا أعلم متى تحل هذه المشكلة، أين يُقام للغاز العزيز مراسم العزاء وفي أي بقعة تكون صالحة ومهيأة تليق بجنازة المرحوم ؟!

أما أغنياء الحمدانية فلا ناقة لهم ولا جمل في حضور الجنازة ولا يعنيهم أصلاً لسببين الأول: هم مشغولون بالسلام على حضرة الغائب القادم بالسلام عليه شرفًا ورفعة وهو يستحق ذلك وزيادة، والسبب الثاني والجوهري أنهم يمتلكون أفرانًا كهربائية تُغنيهم عن المرحوم الغاز وتشييع جنازته!

ولا أخفيكم أن كنت سأذهب للقاء الغائب المحترم، لكني انشغلت بجنازة الغاز – يرحمه الله- وأسأل الله أن يرحم الغاز وأن يعوضنا الله في غيره خيرًا كثيرًا، ولربما الرئيس الجديد لتركة الغاز يجد وصية مهمة ومبشرة لأهالي الحمدانية قريبًا.[/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى