هاهو الأمير خالد الفيصل .. يحط رحاله من جديد في منطقة مكة المكرمة , يعود لها عاشقا ولهانا , فيما هي أكثر ولها وعشقا به وله .. لكن ما الذي سيحدث بالضبط ؟ .. المؤكد أن قصة من العشق الشفيف ستنشأ في المكان مجددا , عشق مختلف , بين أثنين شفهما الوجد ، فانساب من يراعيهما لا أقول الشعر العَسجدي الرقيق .. ولكن التنمية الباذخة الثراء اللافتة للأعناق , والخاطفة للأبصار .
عاد أمير (الإدارة والإرادة) إلى ميدانه الذي عشقه .. عاد صاحب شعار (إلى العالم الأول) إلى المكان الذي أبدع فيه .. عاد صاحب استراتيجية ( تنمية المكان وبناء الإنسان ) إلى أم القرى ومدنها وقراها , بذات الحماس والاصرار والعزيمة , عاد صاحب البصمات السابقة , ليكمل تقديم بقية بصماته الجميلة الحقة والحالمة .
عاد صاحب كتاب : ( من الكعبة وإليها .. بناء الإنسان وتنمية المكان ) الذي أصدره عام 1435 هـ في 300 صفحة .. وهو كتاب لم اقرأه من الكتاب نفسه , ولكن قرأت ملخصا له من الصحف بما يجعل أحدنا شغوفا باقتنائه , للإبحار فوق فكر مؤلف كتب حروفه بحرارة من واقع الممارسة على الميدان , فوضع بين دفتيه تجربته في امارة مكة لسبع سنوات , بل ومسيرته العملية منذ رعاية الشباب الى امارة عسير فمنطقة مكة , وما تم انجازه من مشاريع كانت شواهد لن يمحوها الزمن , الى غير ذلك من التناولات الفكرية المعمقة للأمير / المؤلف / المثقف .
أقول .. عاد الأمير خالد الفيصل إلى محرابه الجميل , وفضائه الممتع , ليواصل بعث ترانيم التنمية , وليصدح من جديد بأناشيد العمل الابداعي الدقيق والمتقن , وليكمل تنفيذ الخارطة المدهشة لمنطقة مكة المكرمة, تلك الخارطة التي صورها على أنها ( مثل المجموعة الشمسية , مكة شمسها , وجدة والطائف قمريها ، وحولهم كواكب تمثل محافظات المنطقة ) .
خالد الفيصل .. صاحب فكر وصاحب قرار معا , وبعد ذلك ومعه هو صاحب قدرة فائقة على ” متابعة تنفيذ القرار ” والأخيرة هي جوهر وعظمة العمل الاداري الفذ والمدهش .. فالقرار يمكن لكثيرين أن يتصدوا له , لكن الابداع والروعة هي في متابعة تنفيذ القرار , وتلك هي الخاصية التي يملكها ويتميز بها الأمير خالد .
هذه المساحة لا تكفي حتى لاستعراض رؤوس اقلام مما انجزه خالد الفيصل لمنطقة مكة وأهله في فترة وجيزة , ولذلك من الظلم أن نحيط بها في سطور سريعة كهذه , لكن كمثال : من كان وراء انجاز سدود المياه لجدة , من كان وراء بعث سوق عكاظ من رقدته الطويلة , من كان وراء إعادة هيكلة الإمارة إلى ستة قطاعات , من الذي كان يقوم بجولات سنوية لكل محافظات المنطقة ولم يتغيب عنها عاماً واحداً .
من الذي اطلق المبادرة غير المسبوقة في التطرق للمشاريع بشفافية ورصد المتعثرة والمنجزة والجاري تنفيذها , من الذي حمل هم تطوير الأحياء العشوائية وتكوين لجنة وزارية لهيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة ، من الذي أشرف على المخطط الإقليمي للمنطقة الذي وفق رؤية استراتيجية حتى العام 1450هـ ، من الذي خصص مجلساً أسبوعياً للقضاة والدعاة ، والمثقفين ورجال الإعلام ، ومجلس رجال الأعمال ، شيوخ القبائل ، ومديري الإدارات الحكومية، ومجلس الشباب لتبادل الأفكار وتحويلها لمشاريع على أرض الواقع.
ذلك غيض من فيض من روح وشخصية وفكر خالد الفيصل .. ذلكم الحاكم الاداري .. الاستثنائي / المفكر / المبدع / والحازم / والحالم معا .
بخيت طالع الزهراني