المقالات

وزارة الصفين .. الأول والثاني ..!!

كلنا نُدرك أن التغييرات عادةً تُطال الوزراء فقط ، ويتأمل الناس خيراً في كل وزير جديد ، ويتأملون فيه خيراً في إصلاحات شاملة في وزارته ، ويطالبونه بحقوق لهم ، ويريدونه أن يقوم بإعادتها لهم فوراً ، وإذا ما تأخر في تلبية طلباتهم أو في عمل تلك الإصلاحات في وزارته تذمر منه الجميع ، وقد يكون لم يستوعب بعد كل مشاكل وزارته ، فضلاً عن أن يجد لها حلولاً عاجِلة ، تُرضي طموح منسوبي وزارته المُتعطشين لإصلاحاته الشاملة أو حتى الوفاء ببعض الوعود التي أطلقها عشية تعيينه وزيراً ، ولكن ربما حالت بينه وبين تحقيقها بعض الظروف والروتين ، والذي هيمن ومازال يُهيمن على عدد من القطاعات الحكومية في بلادنا مع الأسف !!

أقول كلنا نرى تغيير الوزراء فقط ، ولكن قلَّ أن نجد تغييراً شاملاً وكاملاً في الصفين الأول والثاني من منسوبي الوزارة ، ألا وهم الوكلاء والمساعدين ، ومديري العموم ، والذين هم يعرفون كل خفايا وخبايا الوزارة هذه أو تلك ، ولذلك بعضهم يستحوذون على الوزير ـ إن صح التعبير ـ ويحاولون أن يعطونه تصوراً عن منسوبي الوزارة ، وأحياناً يستميتون في ذلك لمآرب قد تكون في أنفسهم ، ولذلك بمجرد مرور أيام وشهر على تعيين الوزير ـ أعني وزراء التربية السابقين تحديداً !! ـ حتى ينقلب على وعوده التي قطعها على نفسه ، والتي استقبل بها المهنئين ووعدهم بالنظر فيها وحلها ، ولكن سرعان ما تناساها ، أو نسيها !!

من أجل كل ذلك وغيره ، نتمنى أن يُستبدل مسؤولي الصفين الأول والثاني ممن هم في التعليم العالي ومن التربية أيضاً ، ويُؤتى بطاقم عملٍ جديد كُلياً يعمل مع الوزير الجديد الدكتور عزام في وزارة ما بعد الدمج ، على أن يكون من اختيار معاليه ، حتى نضمن عدم التأثير على قراراته أو إعطاؤه تصور مُغاير ـ كما هي عادة فريق الصفين الأول والثاني ـ عن منسوبي وزارته بحكم أن لديهم خِبرة أكثر من معاليه !!

وخِتاماً .. أود أن أُخبر الدكتور عزام ، وأنقل إليه تفاؤل الكثير من منسوبي التعليم بقدومه وبقيادته ، سيما وهو من ألف كتاب يتطرق عن المُعلم ” مع المُعلم ” فهذا يدل على اهتمامه بالمُعلم ، لأنه الركيزة في التعليم كله ، ونسأل الله له التوفيق ، وأن يُسدد الله خُطاك يا دكتور عزام ، وأن تكون أهلاً وجديراً بالثقة الملكية الغالية ، وأن يشهد التعليم على يديك تغيراً جذرياً ـ بمعنى الكلمة ـ حتى نفخر بأن لدينا تعليماً حقيقياً ، لا صورياً ، ولا مُعتمداً على الشعارات ، والتي ملينا منها كثيراً ، دون أن نرى إنجازات حقيقية على أرض الواقع !! والله الموفق لكل خيرٍ سبحانه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى