المقالات

اكتشف من حولك .. قبل أن تصبح ضحية

[JUSTIFY]اكتشف من حولك .. قبل أن تصبح ضحية
بقلم : عبدالرحمن القراش

تختلف طبائع البشر من بيئة إلى أخرى فتؤثر وتتأثر بغيرها نفسيا وسلوكيا وهذا التأثر له مسبباته وأيدولوجيته الفكرية

فلو نظرنا إلى أنفسنا كل يوم تطلع فيه الشمس فإننا نقابل عشرات الناس من الأقارب والأحباب والأصحاب سواء كان في الشارع والبيت

ولكن قليل منا من يدرك كيفية التعامل مع مواقف الاخرين أو يحتار في الهيئة المناسبة للتصرف السليم معهم

لذلك يعيش ضحية لأشخاص كان يتوقع انهم مصدرا للخير وإذا بهم أعداء أو أصحاب مصالح أو ذوي قلوب سوداء

وكل هؤلاء البشر من حولنا يملكون خصالا

إذا استطعنا أن نفهمها

سهـُل علينا بإذن الله اكتشاف الآخرين وسهـُل علينا اتخاذ الأسلوب الأمثل في التعامل معهم.

أحبتي:

هناك خمس شخصيات يدور حولها فلك طبائع البشر وهي كالتالي:

الأولى: (الظلم الكوني) .. التعيس

هم فئة من الناس يشعرون بأنهم أتوا للحياة ظلما وأنهم يعيشون في مجتمع ظالم لا يعرف الرحمة وكل أمر يقع في الحياة ولو كان من القدر البحت الذي ليس للبشر تصرف فيه يعتبر أحدهم أنه هو المقصود به أو أن هناك من يسعى لتدميره واستغلاله

لذلك هذه الشخصية محبطة جدا عند التعامل معها

وإن حصل واضطر المرءلمشاركة صاحبها في امر ما فيجب عدم الاستماع لكل ما يقوله

لأن نظرته السوداوية للحياة والتشاؤمية تخلق في نفس المتلقي الكثير من مشاعر العداء الوهمي للأخرين دون ذنب اقترفوه .

والأفضل عدم مجالسته إن أمكن إلا وقت الحاجة فقط .

الثانية: (المزاجي) .. الحرباء

أصحاب هذه الشخصية هم أُناس يقتاتون على الحيلة ويعيشون على التقلّب السلوكي بين لحظة ولحظة

تجد أحدهم يتلوّن مع كل مصالحة شخصية دون اكتراث لمشاعر الاخرين أو الأذى المتوقع حصوله لهم حيث ينطبق عليهم القول (أنا ومن بعدي الطوفان)

فالأنانية التي يعيشون بها تسبب الكثير من المشاعر السلبية لدى المتعاملين معهم

حيث يملكون ذكاء حادا يمكنهم من خلاله تغيير مسار الأمور لصالحهم ولكن الخسارة الكبرى في حياتهم أنه لا يوجد قلب يحبهم أو إنسان يحترمهم

لذلك هم دوما يعيشون دون أصدقاء

وعند التعامل مع احدهم يجب توخي الحذر قدر المستطاع لكي لا نقع ضحية لألاعيبه وحيله .

الثالثة: (المتردد) .. الخوّاف

هم فئة من البشر يعيشون في دهاليز ذواتهم يشعرون بالخوف من كل شيء في كل تحركاتهم وسكناتهم .

خيالهم واسع لا يـُـقدمون على شيء يرضون بأقل القليل محبطون إلى درجة كبيرة ولا يرغبون في خوض أي مغامرة مهما كانت بسيطة أو تجربة شيء جديد أو تغيير نمط معين

خوفاً من كلام الناس أو من نظرة المجتمع أو من وقوع مصيبة في حال تم تغيير نمط حياتهم

والذي يتعامل مع هذه النوعية من الناس يصاب بإحباط بسبب النظرة السوداوية للواقع الذي يشعرهم بأن هذه الحياة لا أمان فيها

وأفضل شعاراتهم (بقاء الحال على ما هو عليه حتى إشعار آخر)

وارى عند التعامل مع هذه النوعية استخدام أسلوب (التسليك) إن صح التعبير يعني المجاراة وعدم مجالسته كثيرا لأن الشعور بالإحباط عدوى كفيلة بالانتقال للإنسان الصحيح بسرعة.

الرابعة: (المفاخرة) .. الهيــــاط

هم فئة نرجسية من الناس يرون أنهم أتوا إلى زمان ليس بزمانهم وأن كل شيء في الحياة اقل قيمة من بلوغ ما هم عليه من الرفعة والعلو

حيث لديهم مفاخرة بأي تصرف يقومون به وأي عمل يقوم به غيرهم يعتبر لا قيمة له مهما كان ناجحاً

ناهيك عن نظرة الازدراء والاحتقار لكل من يخالف آراءهم أو معتقداتهم فينطبق عليهم القول (إذا لم تكن معي فأنت ضدي)

ويرون أن الناس خدما لمصالحهم لا يقبلون نقاشا ولا اعذارا من أحد

لذلك عند التعامل مع هذه الفئة من الناس يجب أن نقوم بصدهم عما هم عليه إن كانوا أقارب ونصحهم وعدم مجاراتهم في الخطأ الذي هم عليه فالكبر بطر الحق وغمط الناس

الخامسة: (الواثق) .. الناجح

الفرق بين الثقة والغرور شعره دقيقة جدا قليل من الناس من يفهمها

لذلك الناجحون بالحياة دوما ينعتهم الناس بالغرور وهذا خطأ جسيم حيث يعتبر الناجح مصدر إلهام وقبلة نور تضيء وتجربة راقية يمكن احتذاءها ولكن أعداء النجاح كثر.

لذلك عندما تقابل أحد هؤلاء الرموز في حياتك فإنك تشعر بالتفاؤل والشحن المعنوي لطاقتك والاقبال على الحياة بقوة من أجل أن تصبح مثله

كما يجب عليك البحث في سير العظماء والناجحين الذين يكسبونك الرقي في تعاملك وتألقك وخير من تتدبر سيرته العطرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومن تبعه من عظماء العالم

سواء كانوا من المسلمين أو غيرهم وعدم الاكتفاء بنهج او طريقة معينه لكيلا تكون منغلقا على واقعك

فالحياة متسارعة وتتطلب منا التغيير والبحث عن كل جديد لمواكبة النجاح الذي لا يعرف بلد أو لون معين أو فكر محدد.

همسة :

كن كالنخيل شامخا ظلا وثمرا وعزة ورفعة[/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى