صحيفة مكة – جدة
وقع المركز السعودي لكفاءة الطاقة مساء أمس بفندق الهيلتون في محافظة جدة اتفاقية مع الشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك” تنص على قيام الشركة بتفعيل تطبيق معايير كفاءة الطاقة المحددة من قبل المركز في جميع المصانع المملوكة لها كاملاً أو جزئياً وذلك في سبيل الحد من الارتفاع المضطرد لاستهلاك الطاقة في المملكة .
ووقع الاتفاقية ممثلاً عن المركز السعودي لكفاءة الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول رئيس اللجنة الفرعية للبرنامج السعودي لكفاءة الطاقة، فيما وقعها من جانب الشركة الرئيس التنفيذي للشركة المهندس محمد بن حمد الماضي بحضور مدير عام المركز السعودي لكفاءة الطاقة الدكتور نايف بن محمد العبادي ونائب الرئيس التنفيذي للاستراتيجيات والتخطيط بشركة سابك المهندس يوسف بن عبدالرحمن الزامل وعدد من المسؤولين في الجانبين .
وتنص الاتفاقية على أن تكون سنة 2011م هي “سنة الأساس” التي بموجبها يتم قياس أداء المصانع القائمة لشركة سابك فيما يخص الالتزام بتحقيق معايير كفاءة الطاقة، وأن يكون الربع الثاني لكفاءة الطاقة حسب المؤشر العالمي لعام 2011م هو المعيار الواجب تحقيقه في المصانع القائمة والمشمولة بالبرنامج السعودي لكفاءة الطاقة وذلك في عام 2019م.
وفيما يتعلق بالمصانع الجديدة للشركة فقد ألزمت الاتفاقية شركة سابك بتصميم أي مصنع جديد حسب متوسط الربع الأول من المعايير القياسية العالمية لكفاءة الطاقة المتوفرة في سنة تصميم المصنع، مع تقديم نسخة من تصميم المصنع المبدئي قبل البدء في التصاميم النهائية لضمان موافقتها لمعايير كفاءة الطاقة المقرة من قبل المركز، بالإضافة إلى تقديم دراسة لكفاءة طاقة تصميم المصنع النهائي قبل الشروع في التنفيذ بغرض مراجعتها وضمان موافقتها لمعايير كفاءة الطاقة المقرة من المركز.
وستقوم الشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك” بتزويد المركز السعودي لكفاءة الطاقة وفقا لهذه الاتفاقية ببيانات استهلاك الطاقة للمصانع سنوياً بنهاية شهر ابريل من كل سنة كحد أقصى كما ستزود الشركة المركز في بداية عام 2015م بخطة عمل لرفع كفاءة الطاقة في كل مصنع، بحيث تحدد هذه الخطة كيفية وآلية تحقيق أهداف كثافة استهلاك الطاقة المحددة فضلاً عن تمكين ممثلي المركز من زيارة المصانع التابعة للشركة لمتابعة تنفيذ خطة العمل وتقديم خطة عمل لكل مصنع يوضح فيها كيفية رفع كفاءة استهلاك الطاقة في تاريخ أقصاه الأول من يناير 2015م.
ويأتي توقيع هذه الاتفاقية كخطوة عملية ضمن العديد من الخطوات التي تم اتخاذها مؤخراً من قبل المركز السعودي لكفاءة الطاقة الذي يعمل على إعداد برنامج وطني لكفاءة الطاقة بمشاركة منظومة متكاملة من الجهات الحكومة المعنية من وزارات وهيئات وشركات حكومية للحد من تزايد استهلاك الطاقة محلياً من خلال السيطرة على استهلاك ثلاثة قطاعات رئيسية هي المباني والنقل والصناعة التي تستأثر بـ 90% من استهلاك الطاقة في المملكة.
وقبل توقيع الاتفاقية ألقى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول رئيس اللجنة الفرعية للبرنامج السعودي لكفاءة الطاقة كلمة عبر فيها عن سعادته بتوقيع هذه الاتفاقية التي تهدف إلى ترشيد الإنفاق في المملكة وتحسين كفاءة الطاقة , مقدما شكره لجميع الجهات الحكومية والقطاع الخاص والشركات المملوكة للحكومة على تعاونها مع المركز في تفعيل البرنامج الوطني بطريقة منظمة وسلسة .
وقال سموه ” إن استهلاك الشركات عامة يبلغ 82 في المائة من مجمل استهلاك قطاع الصناعة وأن أكبر شركة تستهلك كهرباء هي شركة سابك وهي مملوكة للحكومة و المواطنين فمن المهم أن تكون سابك صاحبة المبادرة في تفعيل دورها في البرنامج خاصة أنها شريك في البرنامج وعضو في لجنة إدارية في المركز ومساهمة ماديا في تغطية بعض تكاليف البرنامج وهناك بعض موظفي سابك أعضاء في فريق الصناعة الذي بدأ عمله منذ سنتين حتى تم التوصل إلى الاتفاقية التي سيبدأ المركز بموجبها العمل مع سابك”.
وقدم الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز الشكر لصاحب السمو الأمير سعود آل ثنيان رئيس مجلس إدارة سابك على تعاونه وتفهمه في أن تكون سابك أولى الشركات الملتزمة ولمحمد الماضي على تعاونه ومشاركته .
من جانبه أعرب الرئيس التنفيذي لسابك المهندس محمد بن حمد الماضي عن سعادته بتوقيع الاتفاقية مع المركز السعودي لكفاءة الطاقة, متمنيا أن تشكل هذه الاتفاقية خطوة مهمة في مسيرة التعاون المتنامي بين المركز وسابك، بما يحقق مصالح الطرفين، ويخدم الوطن في واحد من أهم مصادر تنميته، من خلال الترشيد في استهلاك الطاقة.
وقال الماضي “إن شركة سابك بحكم مكانتها العالمية، ودورها المحوري في القطاع الصناعي السعودي تُدرك الأهمية البالغة لكل العلاقات التكاملية مع القطاعين الحكومي والخاص، في إطار التنمية الوطنية الشاملة، التي ترعاها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – .
وأكد أن سابك تعتز بتوقيع الاتفاقية مع المركز السعودي لكفاءة الطاقة، الذي يقوم برسالة وطنية نبيلة، ويسعى إلى تحقيق أهداف حضارية بالمحافظة على الثروة الوطنية من مصادر الطاقة، بما يعـزز التنمية والاقتصاد الوطني، ويحقق أدنى مستويات الاستهلاك الممكنة بالنسبة للناتج الوطني العام والسكان , إلى جانب توحيد الجهود بين الجهات الحكومية وغير الحكومية في هذا المجال الحيوي, موضحا أن سابك جعلت كفاءة الطاقة في صميم برنامجها الطموح للاستدامة، الذي بدأ قبل عدة سنوات وحققت الشركة من خلالها إنجازات ملموسة .
وأفاد الماضي أنه صدر بخصوص برنامج الاستدامة في سابك ثلاثة تقارير سنوية كان آخرها تقرير الاستدامة للعام 2013م، الذي يحمل عنوان “نحو قيمة تدوم”, ما يثبت التزام سابك مواصلة العمل نحو إيجاد إجراءات عمل أكثر استدامة، وتقديم مزيداً من القيمة للأطراف ذات العلاقة بأعمالنا , لافتا إلى أنه تأكيداً لترسيخ الاستدامة في أعمال سابك فقد تضمنت إستراتيجيتها للعام 2025م، أهدافاً طموحة بما يخص كفاءة الأداء واستهلاك الطاقة، حيث تطمح إلى خفض استهلاك الطاقة والمياه وكثافة انبعاث غازات الدفيئة، بنسبة 25 بالمائة ، وخفض كثافة فقد المواد بنسبة 50 بالمائة , مقارنة بالمستويات المسجلة في العام 2010م.