بداية دعوني فضلاً أؤكد على مَـسَـلّـمَـتين أبصُـم عليهما وأشهد الله على ذلك: الأولى أن حكومتنا الرشيدة – حفظها الله – قَـدّمت لمنطقة المدينة المنورة الرعاية والاهتمام، وأنفقت الميزانيات والمليارات لتطويرها وخدمة أهلها وزائريها، وما زال عطاؤها مستمراً.
والأخرى أن أمير المنطقة الشاب صاحب السمو الملك الأمير فيصل بن سلمان متحمسٌ جداً ويبذل الجهود الكبيرة والفاعلة لبناء مستقبل مؤسّــسَـاتي مشرق لطيبة الطيبة.
ولكن هناك العديد الملفات الساختة في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيت مفتوحة وعالِـقَــة منذ سنوات، ومن أهمها (انقطاع المياه)، الذي أصبح وأمسى أزمة مزمنة يعانيها أهل المدينة النبوية!
تلك (المعاناة) كانت تبرز وتتكرر سنوياً في فَـصْـل الصيف، ولكن يبدو أنها توسعت وتفاقمت لِـتطـلّ برأسها هذا العام وخلال الأيام الماضية والـوقت (شِـتَـاء)!
(عَـطـش المدينة) مستمر، أما الأعذار فكما ذكرت سابقاً تدور في فلك واحد (هناك أعطال أو صيانة في تحلية ينبع، ثم الوعد بتوسعة ومحطات أخرى ستقضي على الأزمة)، الأعذار مكرورة والمشكلة دائمة وقائمة والمواطنون يعانون!!
وفي ظل تلك المعاناة اليوم (أعني انقطاع الماء) خـرج المتحدث الإعلامي لإمارة المدينة الأسبوع الماضي؛ بِـبَـيَــان كان صادماً للمواطنين، بل زاد من عطشهم لأنه كان مستفزاً، و… ، ….، و…!
فالبيان أو التصريح (مع التقدير لشخص قائله أو كاتبه)، – فالتعامل هنا مع المفردات – أكد بأنه إنما عَــرَف المشكلة عن طريق ماتناقلته وسائل الإعلام ووسائط الإعلام الحديثة، وربما فُـهِــمَ من ذلك بأنّ المسئولين في (الإمارة) بعيدون عن نبض الشارع وما يحدث فيه، ووسيلتهم للتعرف على حاجات الناس ومتطلباتهم الإعلام وأدواته الحديثة؛ (هذا هو المفهوم الذي قد لا يَـصِـفُ بالضرورة الواقع)!!
(ذاك البيان) أيضاً طالب مديرية المياه بمعرفة أسباب الانقطاع، ثم أمرها وجّـهَـهـا بالبحث عن الحلول؛ وهذا يفهم من مَـنطوقه بأن الإمارة غائبة عن الأزمة وأسبابها، وأنها تتهرب من مسئوليتها وتُـلقيها على إدارة مسكينة، (المشكلة أو الأزمة) أكبر من قدراتها مع صادق الاحترام لمسئوليها وشكرهم على اجتهاداتهم!
حقيقة المواطنون كان يأملون أن يكون ذلك البيان حاملاً البشرى بحلول عاجلة لانقطاع المياه عن مدينتهم، وبرنامج زمني مستقبلي واضح المعالم للقضاء عليه نهائياً؛ ولكن…!!
وهنا أنادي بلجنة من المؤسسات الحكومية ذات العلاقة لإدارة الأزمة، وأقترح العمل على توفير المياه للمواطنين (مجاناً)؛ فلا ذنب لمن دفع رسوم إيصال الماء لسكنه أن يُـحْـــرَم منه، وإن كانت صهاريج المياه (الـوايتات) الحكومية لاتكفي فيمكن الاستعانة بالشركات الخاصة على أن تتكفل بها الدولة، أسوة بالأَسِــرْة الطبية التي تضمنها الصحة للمرضى في المستشفيات الخاصة في حال تعَـذّرَت في الحكومية ؛ فإذا كان الدواء يساعد على بقاء الحياة فالماء ياسادة ياكرام أساسها!
أخيراً ونحن في عصر الإعلام كنت وما زلت وسأظل أطالب بحسن اختيار المتحدثين الإعلاميين وإخضاعهم لدورات متخصصة في صياغة التصاريح الإعلامية ومهارات التعامل مع الإعلام حتى لا يُـسيئون لإداراتهم مِـن حيث يظنون أنهم يحسنون صُـنعاً.