المقالات

رسالة عزاء من صميم القلب

رسالة عزاء من صميم القلب
د/عبد الظاهر ساعاتي
استشاري ورئيس قسم جراحة العظام
بمستشفى النور التخصصي

[JUSTIFY]السيد أ . د/ محمود محمد علي أسد الله الكاظمي هو خالي ووالد زوجتي – حفظها الله- عرفته منذ أن فتحت عيناي على الدنيا، وكان هو خالي الثاني بعد يوسف – رحمه الله- منذ أن توفى أبي – رحمة الله عليه- وأنا في الصف الثالث الابتدائي ونحن ستة أخوة وستة أخوات وكانت والدتنا – رحمة الله عليها- موجودة واثنين من أخواتي الكبار قد تزوجا آنذاك وكنا – ماشاء الله- عشرة أبناء تحت رعاية والدتنا – رحمة الله عليها- وكان خالي محمود – رحمه الله- من المشرفين على تربيتنا منذ الصغر مع والدتي، وكان – رحمه الله- طيب القلب حسن الأخلاق ولن ننسى مدى فرحتنا وابتهاجنا ونحن صغار عندما يأتي لزيارتنا، ويأخذنا لنلعب ونتمشى في ( الحمرا) بجدة, وكان يأتي أسبوعيًا إلى بيتنا في شارع الستين بمكة المكرمة آنذاك.

وتخرجت من الثانوية وكان – رحمة الله عليه- دائمًا يحثنا هو ووالدتي على الدراسة والجد والمثابرة؛ لكي نكون من الثلاث الأوائل على المدرسة, ودخلت كلية الطب عام 1406هـ وكان خالي – رحمة الله عليه- حريصًا كل الحرص على أن أنال أعلى الشهادات, وتخرجت عام 1413هـ وتزوجت ابنته المصونة، وكان دائمًا يحثني على أخذ رضا والدتي – رحمة الله عليها- ويقول لي الولد وزوجته لأمه ودائمًا كنت أذهب لوالدتي – رحمة الله عليها- كان هو عميد الأسرة وأصفه، كما قال الشاعر :

[CENTER]”ما قال ( لا ) قط إلا في تشهده *** لولا التشهد لكانت (لائه) نعم “[/CENTER]

كان في الأسرة يُساعد الصغير والكبير، ولم يرفض أي طلب لأحد منا وكان دائمًا حسن الأخلاق لايتهاون في مساعدة أي شخص من أقاربه؛ حتى لو اضطر أن يسافر إلى الرياض أو تبوك أو المنطقة الشرقية، وقد حدث ذلك مرارًا وتكرارًا لمساعدة أقاربه ويضطر -رحمه الله- إلى السفر إلى الرياض أو المنطقة الشرقية أو تبوك، وكان يُساعد أقرباؤه وهو مبتهج ومسرور, وكان أيضًا يصلح بين الناس ولم يسبق أن كان بينه وبين أي شخص عداوة أبدًا، وإذا سمع أن هناك عداء بين أي شخص في الأسرة يتصل على كلا الطرفين ويحاول أن يجمع بينهما ولو اضطر إلى السفر، وكان دومًا يحمل هذه الأمور حتى قبل وفاته بثلاثة أشهر توسط بين طرفين في الأسرة وأصلح بينهم .

كانت كلمته مطاعة ومسموعة والكل يسمع له, كان لديه سعة الصدر وصفاء النية وكنت عندما أتحدث معه أحس براحة واطمئنان، وكان يذكرني بوالدتي – رحمة الله- عليهم جميعًا .
كان دائم النصح لي ودائم الدعاء بأن يراني من أفضل الأطباء الجراحين، وكان دائمًا يدعو لي أنا وزوجتي وأبنائي .
لاتوجد كلمات أستطيع وصفه به، ولا توجد أية كلمات قد تفيه حقه وهو مثلي الأعلى بعد نبي وحبيبي محمد – صلى الله عليه وسلم- .
رحمك الله ياخالي ووالداي ورفع منزلتكم في الجنة .[/JUSTIFY]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى