دائماً ما يُركز بعض المسؤولين على الشباب، وبأنهم عماد الأُمة، وبأنهم أكثر من نصف المجتمع، وبضرورة إعطائهم الفرصة، ووجوب ضخ دماء جديدة، إلخ … ولكن لا نجد كثيرًا من ذلك على أرض الواقع، إذ مازال كبار السِّن في بعض القطاعات، ومنها قطاعات التعليم يرأسها ويُديرها مسؤولين كبار السن تجاوزت خدماتهم 30 عامًا. أعطى الكثير منهم لهذا البلد وأخلص، ولذلك وجب أن يستريحوا، وأن يُعطوا الفرصة لغيرهم من الشباب ممن يتصفون بالكفاءة، والعمل الدؤوب؛ لأنهم قريبين من سنهم، ويُدركون ما تطلبه مرحلة الشباب، ولذلك لكون فهمهم أقرب، ولمتطلباتهم أوعى، ولمشاركتهم أكثر، فهل يعي ذلك أصحاب القرار ؟!
وبنظرة سريعة على بعض مديري الجامعات، وبعض مديري إدارات التربية ومديري الإدارات نجد أن بعضهم تعدت خدمته أكثر من 30 عامًا و35 عامًا في مجال عمله، وربما أكثر؛ فهل بعد ذلك العُمر فيه عطاء، فضلًا عن التجديد ؟! نكذب على أنفسنا حينما نقول نعم. ونخدع أبناءنا .. وبناتنا .. وشبابنا .. وشاباتنا، وأجيالنا بأكملها، حينما نتعلق بأناس بلغوا من الكِبَرِ عِتيًا، وقدموا لبلادهم الكثير من التجارب والخبرات، ويشكرون على ذلك، فلذلك يجب إراحتهم، وإعطاء الفرصة للشباب لمن تزيد خدمتهم عن 10 سنوات و15 سنة، وبالكثير 18 عامًا، حتى يكونوا في كامل نشاطهم وحيويتهم، ويُشاهد ذلك في كثرة زيارات المسؤول، وتحركاته، وحضوره الدائم للملتقيات والأنشطة التابعة لإداراته، وإن قيل لنا يوجد من هم كبار في السن من يعمل ذلك، فكم عددهم ؟! هم قليل جدًا، مُقارنة بمن هم مسؤولين من مكاتبهم فقط، وأيضًا هي سُنة الحياة، لو بقيت لغيرهم، لما وصلت إليهم، وهذه خدمة وطن وأُمة، فدعوا الشباب يُشارك فيها، بدلًا من تنحيتهم، والتحجج بأصحاب الخبرة، الذين من الممكن أن يُستعان بالأكفاء منهم كمستشارين حقيقيين، لا صوريين، كما في كثير من قطاعات الحكومة حتى أضحى يُقال في عالمنا العربي ” المُستشار لا يُستشار، وهي وظيفة من لا وظيفة له”.
وخِتامًا .. محمد الثبيتي مدير تعليم القريات .. ومحمد الحارثي، مدير تعليم منطقة مكة المكرمة، هما نموذجان لقيادة شبابية لإدارات التربية، الأول عرفته من بعيد حينما كان مُشرفًا تربويًا في تعليم جدة، وكان لا يبخل على من يشرف عليهم بالنصح، والإخلاص في العمل، وبإفادتهم من خبرته، والثاني عرفته من خلال زياراته، ونشاطه الملحوظ منذ قدم كقيادي عن تعليم منطقة مكة المكرمة؛ فهو كل يوم له زيارات ميدانية لمدارس متنوعة ومختلفة، جعلته قريبًا من منسوبي إدارته بأفعاله لا بأقواله، ونتمنى لهما، ولكل مسؤول شاب في بلادنا التوفيق والسداد، وأن يعينهم على أمانة المسؤولية التي كلفهم بها ولاة الأمر، وأن يكونوا أهلًا لها قولًا وفعلًا، والله الموفق لكل خيرٍ سبحانه وتعالى ..
[FONT=Arial][SIZE=5]نعم نحن بحاجة لقيادات تربوية شبابية ، ليس في التعليم فحسب ، بل في كل
إداراتنا الحكومية ، حتى يشعرالموظفين الشباب بأن هناك من يفهمهم ويهتم بهم[/SIZE][/FONT].
[FONT=Arial][SIZE=5]نعم نحن بحاجة لقيادات تربوية شبابية ، ليس في التعليم فحسب ، بل في كل
إداراتنا الحكومية ، حتى يشعرالموظفين الشباب بأن هناك من يفهمهم ويهتم بهم[/SIZE][/FONT].