المنافق لا يخاف الله ولا يستحي الناس
أحمد صالح حلبي
وان كان هناك من يسعى للانسياق خلف هؤلاء المنافقين وتصديق أقوالهم فذلك عائد لعدة أسباب لعل من أبرزها غياب الوازع الدينيّ والهلوسةِ التي تصيب فكرهم وانسياقهم حول أحلام وردية وعدوا بتحقيقها .
وان كان هؤلاء المنافقون ومن معهم من ثلة معتقدين أنهم قد نالوا ثقة مجموعة أو فرد ، فان الايام ستكشف أن هذه الثقة لم تكن في موضعها بعد أن تكشف الاوراق وتتضح البنود ، ولابد أن نحذر أسلوبهم وطرق تعاملهم فمثلهم ليسوا بحديثي عهد فقد سبقهم من قبل الكثير من المنافقين الذين قال الحق تبارك وتعالى عنهم (إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون، اتخذوا أيمانهم جُنَّة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون، ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون، وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسنَّدة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنَّى يؤفكون، وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لوّوا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون، سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إنَّ الله لا يهدي القوم الفاسقين) سورة المنافقون، من الآية/1 حتى 6.
وللمنافقين علامات وصفات أوضحها الحق تبارك وتعالى في كتابه الكريم حيث قال جل من قائل ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلا )
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (آية المنافق ثلاث؛ إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان) متفق عليه، ولهما من حديث عبد الله بن عمرو( وإذا خاصم فجر).
ومن سمات المنافقين القدرة السريعة على التلون وهو يعني تملكه موهبة خارقة تتلاءم وظروفه الجديدة وتلون المنافق كتلون الحرباء التي تراها تارة صفراء وأخرى خضراء وثالثة زرقاء وبألوان لا نهاية لها
قالَ الحَافِظُ بْنِ حَجَرٍ العَسْقَلانِيّ فِي (فَتْحُ البَارِي بِشَرْحِ صَحِيحِ البُخَارِي): قَالَ الْقُرْطُبِيّ: (إِنَّمَا كَانَ ذُو الْوَجْهَيْنِ شَرّ النَّاس لِأَنَّ حَاله حَال الْمُنَافِق إِذْ هُوَ مُتَمَلِّقٌ بِالْبَاطِلِ وَبِالْكَذِبِ مُدْخِلٌ لِلْفَسَادِ بَيْنَ النَّاس). وَقَالَ النَّوَوِيُّ: (هُوَ الَّذِي يَأْتِي كُلّ طَائِفَةٍ بِمَا يُرْضِيهَا فَيُظْهِر لَهَا أَنَّهُ مِنْهَا وَمُخَالِف لِضِدِّهَا وَصَنِيعه نِفَاق وَمَحْض كَذِب وَخِدَاع وَتَحَيُّل عَلَى الِاطِّلَاع عَلَى أَسْرَار الطَّائِفَتَيْنِ وَهِيَ مُدَاهَنَة مُحَرَّمَة (
وقال الإمام أحمد: حدثنا يزيد، حدثنا عبد الملك بن قدامه الجمحي، عن إسحاق بن بكر بن أبي الفرات، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري. عن أبيه، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن للمنافقين علامات يعرفون بها: تحيتهم لعنة، وطعامهم نهبة، وغنيمتهم غلول، ولا يقربون المساجد إلا هجرا ولا يأتون الصلاة إلا دبرا، مستكبرين لا يألفون ولا يؤلفون، خشب بالليل، صخب بالنهار) ، وقال يزيد مرة: (سخب بالنهار ) .[/JUSTIFY]