المقالات

الكاتب ليس منقذا ..!

الكاتب ليس منقذا ..!
كتبه / حمد عبد العزيز الكنتي

[JUSTIFY]كنت اعتقد انهم يبالغون حينما قالوا ان الصحافة هي مهنة المتاعب ولكني في رحلتي الصحفية القصيرة تأكدت انها كذلك لأنني وجدت ان الكثير يحمل الصحفي ما لا يطيق ويظن ان الكاتب هو منقذ البشرية .

يأتيك البعض ويقول لك لماذا لا تكتب عن تلك المشكلة أو لماذا لا تصف ذلك الحدث او لماذا لم نراك رددت على فلان وغيرها من العبارات التي تدل على ان الكثير من الناس يعتقدون ان الكاتب الة بأيديهم يكتب ما يريدون ! ويتوهمون ان الصحفي دمية في أيديهم يغطي ما يريدون !

والأدهى من ذلك حينما يشكك البعض في نواياك فيقول لك انتم الصحافة اصلا عبارة عن ثلة لبرالية تود تخريب المجتمع وتضليل الناس ولو كنتم نبلاء ( كما يرى هو ) لغطيتم الحدث الفلاني ولكن لأنه لا يتناسب مع توجهاتكم تركتموه .

وهنالك آخرين يعتقدون ان الكاتب شخص فاضي يتابع كل شيء فيكتب عن القشور ويتحدث عن السطحيات وينتقد كل شيء ولذلك عليه ان يتحدث عن كل صغيرة وكبيرة وكأنه مُلك لهم .

والفكرة التي أود إيصالها هنا لهؤلاء وغيرهم أننا يجب ان نفرق بين الكاتب والصحفي فالصحفي مهمته التحرير وهذه المهمة تابعة للصحيفة وهي التي توجهه بان يغطي ذلك الحدث او تلك المناسبة وبالتالي امره وعمله بيد الصحيفة التي ينتمي إليها وقد يبدع بأن يقترح امور وأحداث للتغطية وتوافقه الصحيفة على ذلك ويذهب ويغطي ذلك الحدث .

والكاتب هو عبارة عن قلم حر يكتب ما يريد وينتقد ما يشاء ولكن ليس كونه حرا ان يكون لزاما عليه ان يتحدث عن أي شيء فالكاتب بحسب قراءاته وهواياته فهنالك من يكتب في الفكر وهنالك من يتحدث عن بناء الانسان والبعض يتخصص في السياسة والآخرين يتحدثوا في الاقتصاد وهنالك من يهوى الكتابة في الرياضة فقط وربما بعض الكتاب المميزين يتحدثون في كل شيء فكل يوم هم في مقال متنوع حافل بالتجديد .

وكما ان الحياة اهتمامات فالكتابة اهتمامات فهنالك من يهتم بالأشياء الكبيرة كالفكر العميق والفلسفة الراقية ويبتعد عن الامور السطحية والأحداث الاجتماعية اليومية وهنالك كاتب اخر يغرق في تفاصيل الحياة اليومية وكما يقول الانجليز الشيطان يسكن في التفاصيل وهنالك كاتب اقل منهما وتستغرب كيف سمحت له الجريدة ان يكتب فيها لأنك تجد مقالاته عبارة عن حشوا من الكلام الممتلئ بالفراغ وربما تريد به الصحيفة أن تسد بعض فراغاتها !

ومسك الختام علينا ان لا نتدخل في نوايا الناس ونتهم الكتّاب بالتهم التي لا أصل لها فليس شرطا ان يكتب الكاتب ما تريد وليس لزاما ان يتحدث عن من تحب ![/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى