المحليةالمقالات

بين كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]بين كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة [/COLOR][/ALIGN] كوني استشعر وأتذوق – حامداً لله وشاكراً- دفء وثمرات كلمة التوحيد ، علني أتوق ، بل وتشرئب نفسي لتوحيد الكلمة… ناطراً ، حائراً، صابراً،غاضبا ً، صارخاً مزمجراً تارة ، وصامتاً صامتاً صامتاً …تارات ، وداعياً (من جعل القلوب بين إصبعين من أصابعه- في علاه ) أن يؤلف بينها لتحمل شعار ووسام الكلمة الواحدة .

ما اعظم كلمة التوحيد ، التي إن اقر بها البشر أم لم يقروا، قبلوها أم لم يقبلوا ، فهي مرجحة الموازين يوم الدين ، وهي الفيصل في تحديد الجَنيين المنعمين المكرمين من الجهنميين المخلدين قاطني اللظى النزاعة للشوى ، وهي غذاء الروح أزكى من كل الرياحين ، بل… وأعلى من بضع وسبعين شعبة في سلم الإيمان الذي رتبه الرحمن…..إنها رأس معتقدي……
ورغم صراعات البشر على” أشياء”…تشكل فقط تسهيلات مادية للحياة الدنيا !! أعداد كبيرة من البشر ، حقب وأمم زالت ، وكذا أمم لا زالت …. إلا أن كلمة التوحيد أقوى وأعظم ، وما وُجِدنا إلا من أجل ِ اعتقادها وتبنيها وذكرها ، ومن ثم خضوعنا للدستور والقوانين الإلهية إجلالا وحباً وانصياعاً وتذللاً . فأقول : سواءٌ عليكم أحاولتم تغيير هدف وجودنا أم لم تحاولوا ، فحقيقة الله أزلية أبدية ، وهو غني عنا ، وغني عن أي شي ، لأن كل ماعداه فهو شيء ، وهو ليس كمثله شيء ،أما أنا وأنتم ؛ فما نحن إلا أشياء ، وكل أحلامنا أشياء في أشياء.. كبرت أم صغرت …
ولا يسعني إلا أن اذكر الله: فأجدد تصريحي وإقراري وذكري، فأقول كلمة التوحيد :
لا اله إلا الله.
أما توحيد الكلمة ، فهو المنال الذي لازال بعيداً ، وهو الشمس الغائبة ، وهو الغد الذي طال انتظاره، بل والفاضل الذي ننعاه بعد أن شرع بمغادرة الأحبة في فجر الإسلام ، ثم تضاءل شيئاً فشيئاً … إلى أن تشكلت حالة اليوم .. هاربة من توحيد الكلمة والجسم والدفع العقلي الإيجابي لعجلة حياتنا.. نحو ” التوحد ” في الهم والكيان.
[COLOR=crimson]فما المسافة يا ترى بين ” توحيد ” و ” توحد” ؟[/COLOR] اسألوا أهل اللغة والساسة أو لربما أي شخص عن توحيد الكلمة .
واسألوا الأطباء عن حالة التوحد !
فما أصبو إليه في النهاية ، وما أريد بثه هو أن كلمة التوحيد ( لا اله إلا الله ) وشق شهادتينا الآخر ( محمد رسول الله ) ، لا يعلم وزنها إلا رب العرش العظيم ، وإذا علمها الشخص وتعلمها
وتعلم كل ما يندرج تحت مظلة الإسلام ، فهو يستطيع بمفرده أن يعتقد بها ويطبقها ، وان يقوم بكل الأوامر والنواهي ما استطاع ، ودون مساندة الآخرين ……….
أي يمكنني أن أتفوه بكلمة التوحيد و أصرح بها و أحاول جاهداً العمل بما يتبعها ؛ كل ذلك يمكن أن اعمله وحدي ( بعد الاستعانة بالله عز وجل ) ……..
أما توحيد الكلمة ؛ فلا يمكن أن تحققه إلا جماعات…..فالمصطلح يعرف بنفسه بشفافية ؛ توحيد كلمة من؟؟؟ ..لاشك مجموعة ! …أو لربما مجموعات !! فلا يقدر طرف واحد بمفرده على توحيد الكلمة …. حتى ولو كانت له مساعي في ذلك ؛ وهل تصفق اليد الوحيدة إلا بدعم يد أخرى؟!
فيا لعجزي هنا !!!!
المحصلة ، أنني قد اجتهد بمفردي في كلمة التوحيد وما يتبعها ما استطعت ، وهذه ذروة انتصاراتي ، لأن الأمر متوقف علي وحدي ، ولا أحد يشق صدري .
بينما الأمر ليس كذلك بالنسبة لتوحيد الكلمة !!!! وهذا سر اندحاراتي ………. كون الفرد هنا أقرب إلي الصفر بالنسبة للكل،والقرار كثير الأطراف ومتسع الميدان. فكلمة التوحيد أهم بكثير من توحيد الكلمة ، بينما يبدو أن تحقيق الثانية اصعب بكثير من الأولى !!!!
إلا أنه لو حدق الناظر فيهما ومحص أمرهما ،لأدرك أن غياب كلمة التوحيد اليقينية الحقيقية قولاً وفعلاً وانعكاساً وتبنياً جماعياً يعني غياباً محققاً لتوحيد الكلمة .
والله المستعان .

[ALIGN=LEFT][COLOR=green]بقلم: م. احمد الكساسبه[/COLOR][/ALIGN]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى