حينما علم الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان يزدجرد الثالث يدعو الفرس لتجمع جموعها وتحشد جيوشها لحرب العرب المسلمين والتوجه للمدينة المنورة ، قام بأخذ رأي الصحابة ، فأوصى الناصحون للخليفة بتولية سعد بن ابي وقاص ، لقيادة العرب والمسلمين ، فكانت القادسية ، ثم سقوط الامبراطورية الساسانية وعاصمتهاالمدائن ، وقد ُسميّ النصر حينها فتح الفتوح .
وبقيت ذكريات سقوط المدائن ماثلة في وجدان الفرس ، يتحينون الفرص بين فينة وأخرى للإنقضاض على بلاد العرب ، وإعادة مجدالامبراطورية الساسانيه ، وعاصمتها المدائن ، وبقيت هذه الأماني والطموحات تراود الفرس منذ ذلك الحين ، ولم يروضهم الاسلام ، الذي اعتنقوه ، فكان يخبو ويختفي تحت رماد العنصرية الفارسية ، هذا الفكر الفارسي سبق الثورة الاسلامية في ايران ، وبقي كما هو بعدها ، رغم التلبّس بالدين ، والتظاهر بالحرص على قضايا المسلمين .
لقد استخدمت إيران الطائفية اكبر استغلال ، فظلمت السنة داخلها، واشعلت نيرانها ببلاد العرب ، في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين ، وذلك لإضعاف العرب ، والسيطرة عليهم ، ووجدوا من يخدمهم بغباء ، بعد ان منّوهم بالسلطة والهيمنة ، فباعوا ضمائرهم ، واستقرار بلدانهم ومصير شعوبهم ، بوعودٍ زائفة ، وما يعدهم الشيطان إلا غرورا .
ومنذ شاهد العالم آية الله الخميني وهو يهبط من طائرة الخطوط الفرنسية قادما من باريس في بداية الثورة ، والملالي بإيران يمنّون انفسهم بخروج الامبراطورية الساسانية من تحت عباءة الخميني .
إن عاصفة الحزم ، قصمت ظهر ملالي ايران ومن مالأهم ، إذ لم يجتمع العرب في تاريخهم الحديث كما اجتمعوا هذه المرة ، فأذهلوا العالم ، وبعثوا السعادة في قلوب الشعب العربي الذي كاد أن يفقد الامل في نصرة حكامهم لقضاياهم ، فاستعادوا الامل في العزة والقوة ، وتغيرت بذلك مواقف دول ما كانت ترى في العرب إلا الخذلان ، فاحترمت قرارهم ، وأيّدت اجراءاتهم ، وهابت سطوتهم .
لقد جاء الملك سلمان ليحطم آمال الفرس في إعادة المجد الساساني ، وليقطع الأيادي التي تمتد لبلادنا العربية ، وهو دور قامت به المملكة في البحرين مع اشقائها بدول مجلس التعاون ، وهاهي تقطع اليد الاخرى العابثة بأمن اليمن واستقراره ، وسيطرد العرب الفرس عن العراق ، وسوريا ، ولبنان ، بعد ان رأوا سلمان ( ذلك الأسد في براثنه ) قد خلق بأعجوبة التأييد الإقليمي والإسلامي والدولي ، في سابقةٍ عزّ ان تجدها في مثل هذه الظروف العصيبة .
إن ما تشدّق به / قاسم سليماني ، وغيره من القيادات الإيرانية ، من التباهي بتمدد إيران في بلاد العرب ، قد اصبحت احلام ليل ، تبددت مع أولى الضربات لعاصفة الحزم ، فأصبح الطامعون كأنْ لم يغنوا فيها بالأمس .