أحمد صالح حلبي
اعتدنا كصحفيين محررين كنا أو كتابا ، أن إرضاء الناس غاية لا تدرك ، وأن هناك فئة بالمجتمع لن تتقبل كلماتنا ولن تنظر لما نطرحه ونتناوله ، متى ما قلنا صراحة أن هناك خطأ ما يجب معالجته ، ولعل السبب في ذلك عائد إلى ضيق أفكار البعض ، واعتقادهم أن جميع أعمالهم جيدة ، وان مكوثهم على قمة الهرم داخل الدائرة أو المنشأة سيظل قائما دائما مدى الدهر لا نهاية له .
والمؤسف أن البعض ممن يدعون حملهم للأفكار والآراء والرؤى المستقبلية لا يتحدثون إلا عن ذاتهم ومصالحهم الخاصة ومكاسبهم الشخصية ، فيغيبون الضمير من داخل صدورهم ويزرعون مكانه ضميرا مستترا بالحق والصراحة والوضوح ، والأغرب من كل هذا أنهم يسارعون لأداء اليمين والقسم على كل عمل يقومون به وهم يدركون تماما أن ضمائرهم غائبة ، لكنهم يريدون أن يظهروا أمام المجتمع بصدقهم الغائب .
وان نظرنا لواقع الحال وتحدثنا بصراحة عن قضية ما ، فإننا نجد مسئولي الدولة أكثر حرصا على متابعتها ، وسعيا للاستفادة مما يطرح ، بعيدا عن التزييف للحقائق ، فيما نرى العكس تماما داخل أروقة المنشأة من مؤسسات وهيئات وجمعيات وأندية والتي يصل إلى عضويتها أعضاء بالانتخاب .
ولعل السبب في ذلك أن هؤلاء الأعضاء قد يقبلون النقد ويسعون للاستفادة من الآراء والأفكار المطروحة ، وان خالفت آرائهم وأفكارهم ، لكنهم أمام ما يحظون به من تشجيع بعض أعضاء الجمعية العمومية ، يرون أنهم الأفضل ، وأن من يخالفهم الرأي خارج من دائرة التطوير والارتقاء !
ولعل الغريب والأغرب في الضمائر المستترة أن أصحابها يدركون تماما أن أعضاء مجالس الإدارات هم مثلهم أعضاء جمعية عمومية ، ووصلوا لمقعد مجلس الإدارة بالانتخاب ، وإنهم كانوا قبل إجراء الانتخابات يستعطفون صوت هذا ، ويرجون ذاك للتصويت لهم !
فلماذا يلجأ البعض لمدح هذا والثناء على ذاك ؟ ، أمن أجل عضوية بلجنة ، أو المشاركة بفعالية أو حتى السماح بافتتاح مكتب يقدم خدمات مؤقتة ، تتحول الضمائر اليقظة إلى ضمائر مستترة ؟
[/JUSTIFY]