لسانك لا تذكر به عورة امرئ
فاطمة المزروعي
كلماتي هذه لا تحمل أي تعميم، لكنني أتحدث بصفة عامة، معظم الجلسات سواء نسائية أو غيرها تكثر فيها المظاهر، والمشكلة أن هناك ترديد لبعض الشائعات التي نقرؤها على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. وإذا تجاوزنا مثل هذه الاهتمامات السقيمة، فإن هناك معضلة أخرى أتوقع أنها أكثر أهمية تتعلق بالغيبة والنميمة، وهي ممارسات اجتماعية مؤذية جداً، ومع الأسف هي واقع حياتي.
ورغم الرفض التام والواضح لهذه السلوكيات سواء على الصعيد الديني أو في عاداتنا وتقاليدنا الضاربة العمق في التاريخ إلا أنها موجودة بطريقة أو أخرى، ومن يمارس هذا السلوك، هو في الحقيقية ينسى تماماً أنه هدف لمثل هذه الممارسة، وكما يقال «كما تدين تدان».
وأتذكر الأبيات الشهيرة للإمام الشافعي، رحمه الله، التي قال فيها:
[CENTER]لسانك لا تذكر به عورة امرئ *** فكلك عورات وللناس ألسنوعينك إن أبدت إليك مساوئاً *** فصنها وقل يا عين للناس أعين
وعامل بمعروف وسامح من اعتدى *** وعاشر ولكن بالتي هي أحسن[/CENTER]
وهذا بالضبط الذي نحتاج التنبيه عليه، وهو أنه لا يوجد إنسان لا يوجد فيه نقص يمكن أن يؤخذ عليه، لكن الحكمة تقول دوماً أن أنظر إلى الناس كما أريد أن ينظروا إليّ، فإذا كانت عيوني لا تقع إلا على الزلة والنقص، فمن المؤكد أن الآخرين سيكون هذا سلوكهم وطريقة نظرتهم لي.
إذا استحضرنا هذه النقطة وهي احترام الآخرين ليحترمونا، فإنني أتوقع أنها ستكون خير رادع في مكافحة آفة السطحية والنيل من الآخرين والحديث عنهم وعن شؤون حياتهم الخاصة خلال غيابهم، فلنرتقِ .[/JUSTIFY]