متى يخلص موظفو الأمانة؟
بقلم/ أحمد صالح حلبي
وحينما تتناول الصحافة المحلية توجيه انتقاداتها لمثل هذه الظواهر يأتي رد الأمانة بتحميل المقاول مسؤولية ذلك، وهو ما يشير إلى أن بعض مقاولي الأمانة غير مؤهلين لتنفيذ مثل هذه الأعمال. وخلال إجازة الربيع الماضية أقامت أمانة العاصمة المقدسة مهرجان “الحارة المكية” في خطوة منها لتقديم خدمة مجتمعية لأهالي مكة المكرمة، ومشاركة منها في توفير المتنفس المناسب لهم مما يخفف من ضغوط العمل ويمنح الشباب فرصة للتعرف على تراث آبائهم وأجدادهم .
ويمكن القول بأن الأمانة نجحت إلى حدٍ ما في إيصال رسالتها بشكل جيد، خاصة وأنها كما علمت لم تسعَ للتعاقد مع شركة أو مؤسسة لتنظيم المهرجان فقد تولت هي إقامة هذه الفعالية، وهو مايعني أن الأمانة تمتلك كوادر وقدرات مؤهلة للإبداع تنتظر الفرصة لإبراز مواهبها. وإن كنا نأمل بأن تسعى الأمانة لإعادة تصحيح أوضاعها الأخرى لتنال شكر وتقدير الجميع، لا أن تظل معتمدة على تقارير ورقية تؤكد سير العمل بشكل سليم، والحقيقة تؤكد أن العمل مكانك سير(لم يتحرك معطلًا)، فالبعض من رؤساء البلديات الفرعية لا يتواجدون في مكاتبهم إلا بعد العاشرة، والموظفون يتسربون من هنا وهناك، ويضيع المواطن في إنجاز معاملاته بين رئيس لم يحضر مبكرًا، وموظف غير موجود.
فخدمات الأمانة مرتبطة بالمواطن ارتباطًا مباشرًا، من سكن ومأكل ومشرب وطريق يسير عليه، وإن اختل أي منهم فقدت مصداقية الأمانة في خدماتها.
فمتى نرى أمانة العاصمة المقدسة وقد التزم المنسوبين إليها بالعمل الجاد ونال المواطن حقه من الخدمات ؟! ومتى يدرك رؤساء البلديات الفرعية أنهم مجندون لخدمة المواطنين، وليسوا موظفين ينتظرون ترقياتهم الوظيفية، بل ويسعون لخدمة المواطنين ويكسبون ودهم، لا يرفع الدعاء عليهم .[/JUSTIFY]