المقالات

الأحداث توقظ التكامل العربي

الأحداث توقظ التكامل العربي
أ. د /عايض الزهراني

حيث إن الوحدة الإسلامية حلم وردي يُراود الشعوب الإسلامية المأزومة ولكن حلم القومية العربية الكنفودرالية يمكن تحقيق جوانب منه وانصهار كل ألوان الطيف الفكري من تيارات ومذاهب فالمقومات للتكوين متوفرة؛ لأنها تعيش على أرض واحدة من الخليج إلى المحيط ممزوجة بروابط الدم واللغة والتاريخ المشترك والآلام المؤلمة والأمال الكبرى، فالكوارث والمصائب التي تتعرض لكرامة الأمة وعزتها يجعلها تنتفض وتجبر كسرها، ويدفعها نحو الوحدة بعيدًا عن التشرذم والتناحر والانعزال، وتحقق لها ذلك في بداية انتشار الإسلام عندما تمكنت من طرد وتقويض الهيمنة الفارسية والرومانية من تضاريس العالم العربي واللحظة الحاضرة أثبتت الأحداث والتدخل الفارسي في البلاد العربية وإثارة الفتن وخلق الصراعات وإيقاد الحروب بينهم والتطورات المتسارعة في المنطقة.

إن الأمن الوطني لأي قطر عربي، مهما كان هذا القطر صغيرًا أو كبيرًا، مرتبط بالأمن القومي العربي وإن السيادة الوطنية لكل بلد هي جزء لا يتجزأ من السيادة القومية، لا بل أكدت الأوضاع المتتالية للتدخلات الفارسية واقتناص الفراغ العربي وضعف الأمن القومي العربي لا تتلكأ الأقطار العربية عن نصرة بعضها البعض من رحم الأحداث؛ فكان ميلاد فجر جديد لمخاض وعي الأمة بباكورة التحالف العربي الذي يعبّر عن شعورها بذاتها وتحقيق أمالها وأمانيها القديمة الجديدة.
فالشاعر جرير يصدح قائلا:
[CENTER]سيروا بني العم (فالأهواز) منزلكم *** ونهر ثيري فلم تعرفكم العرب[/CENTER]

وينطق البحتري ممجدًا عروبته:

[CENTER] نحن أبناء يعرب أعرب الناس *** لسانا وأنضر الناس عودا [/CENTER]

إن الوحدة العربية ممكنة ومحتمل تحقيقها إذا آمنا بتوفير جناحي الوعي والإرادة فالأحداث تؤكد سلامة قانون الوحدة القوي في عصر لايعترف إلا بالقوة ولامكان فيه للتكتلات الهشة المتقزمة والمتشرذمة كوضعنا الحالي المنفرد رغم أننا نمتلك 65% من الاحتياطي العالمي للنفط، ويصدر 47% من البترول الذي يدخل السوق العالمية، كما يصل سكان الوطن العربي إلى حوالي350 مليون نسمة تقريبًا، وتشكل مساحة الوطن العربي 10,5% من مساحة اليابسة وتبلغ قواه العاملة 65 مليون عامل. تنشد الشعوب العربية أن تجتمع مع مقومات الوحدة المبادئ والمصالح؛ لتحقيق تنمية تقوم على الإنتاج الفعلي بكل مجالاته، ويكون صنعنا أكسير القوة لمعالجة ضعفنا المنبثق من روح التكامل الوحدي؛ فوحدة العرب تقوي فكرة الوحدة الإسلامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى