عائشة عيسى فهيم
المشرفة التربوية بقسم الجودة الشاملة
المدرسة هي المجتمع المصغر الذي تعيش فيه الطالبة الزهرة اليانعة الأولى بالاهتمام و الرعاية من جميع النواحي الفكرية و الصحية و النفسية ، و في هذا العصر الذي كثرت فيه الشائعات و المعلومات المغلوطة التي يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي يتحتم على القيادات التربوية و أصحاب الشأن تحمل مسؤولية نشر التوعية بالمعلومات الصحيحة في كافة المجالات و نخص بالذكر هنا التوعية الصحية التي تعتبر من أهم الأنشطة التعليمية المنظمة التي تساعد في اختيار السلوك الصحي الجيد .
و المدرسة هي أنسب مكان للتوعية الصحية فهي تتعامل مع فئة تتلقى المعلومات و المهارات كما يمكن التأثير من خلالها على السلوكيات .
و حيث أن مرض سرطان الثدي من الأمراض التي تسبب الخوف و القلق لدى الفتيات و خاصة مع ازدياد انتشاره في الآونة الأخيرة ، و عملاً بالنظرية التي تقول ( لو تم صرف 2.5 % من ميزانية أي مجتمع على برامج تعزيز الصحة بأسلوب علمي صحيح لأدى ذلك إلى انخفاض 25% من معدلات الإصابة بالأمراض و تكاليف الرعاية الصحية ) ، فقد قامت إدارة التربية و التعليم بمحافظة ينبع متمثلة في قسم الجودة الشاملة بالتعاون مع قسم الصحة المدرسية بتنظيم حملة ثقافية للتوعية بسرطان الثدي باسم { زهور لا تذبل } و ذلك تزامناً مع الشهر العالمي للتوعية حول سرطان الثدي .
و قد تحددت مدة الحملة بأربع أيام شملت ثلاث مدارس بينبع الصناعية و أربع مدارس بينبع البحر استهدفت جميع منسوبات المدارس و طالباتها مع استضافة بعض الأمهات و المشرفات التربويات حيث بلغ مجموع الحاضرات خلال أيام الحملة 1294 حاضرة .
و حتى تكون المرجعية العلمية للمعلومات التي يتم تقديمها صحيحة ، فقد تم تفعيل الشراكة المجتمعية مع الجهات المتخصصة في هذا المجال مثل الخدمات الصحية بالهيئة الملكية بينبع الصناعية لتكليف طبيبة متخصصة ، و كلية العلوم الطبية التطبيقية بينبع البحر لتكليف أستاذات و محاضرات جامعيات متخصصات لإلقاء المحاضرات التي تناولت مواضيع متعددة عن الخلايا المجنونة ، سرطان الثدي علاماته و أعراضه ، طرق فحص الثدي و الوقاية من سرطان الثدي . كما تحدثت المحاضرات عن السمات الشخصية لمريض السرطان و العلاج التأهيلي و كيفية تأهيل المريض للتعايش مع المرض .
كما تم إدارة عدة جلسات نقاش و حوار من قبل فريق العمل بالحملة ، كما تم عمل معرض و أركان توعوية في المدارس و توزيع نشرات و مطويات و كتيبات توعوية بالتعاون مع جمعية زهرة لسرطان الثدي .
و أثرى اللقاءات خلال الحملة عرض تجربة واقعية لمتعافية من المرض تبرعت و قصت للحاضرات قصة معاناتها مع المرض و كيف تمكنت بالتحلي بالصبر و التوكل على الله من التغلب على الحالة النفسية المصاحبة للمرض كما حثت الحاضرات على ضرورة إجراء الفحص المستمر و الدوري متى ما توفرت العوامل التي تساعد على الإصابة بالمرض لدى الأنثى .
و لأن التوعية الصحية المستندة على أسس علمية تؤدي إلى النتائج المطلوبة ، فلقد حققت الحملة أهدافها و الحمد لله و خرج فريق العمل بعدة توصيات أهمها : تكثيف الجهود لعمل هذه التوعية باستمرار و سنوياً ، و زيادة المدة الزمنية للحملة حتى يتم استهداف أكبر عدد من المدارس .
و أخيراً اختتم أسطري هذه بأن أوصيكم و نفسي بالتحلي بالصبر و الصلاة و الدعاء و الاستعانة بالله عز و جل و عدم الخوف من الأمراض حيث أنها ابتلاء من الله لعبده المسلم ليمنحه عليها أعظم الأجر ، كما أدعو الله عز و جل لي و لكم بأن يبارك لنا في صحتنا و يمتعنا بعافيتنا.[/JUSTIFY]