لا يمكن لفرسان مكة في غمرة الاحتفال بعودتهم إلى دوري الشهرة والأضواء والنجومية أهمية القرار التاريخي للرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبد الله بن مساعد عندما كلف الوحداوي القديم محمد بصنوي بإدارة سفينة الوحدة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه عندما عصفت المشاكل بإدارة العاشق الوحداوي حازم اللحياني .. وبخبرته الواسعة ومساعدة ابن الوحدة البار دخيل عواد والتفاف المخلصين معه أعاد قطار الفريق إلى سكة النجاح .. بتعاقده مع المدرب الأورجواني رودريجز .. وحل المشاكل الفنية والإدارية بكل هدوء؛ ليترجم الفريق هذا التحسن والتغير الإيجابي إلى نتائج باهرة توجهها الفرسان بخطف بطاقة العودة إلى دوري الكبار .. ولأن الحديث عن الإنجاز وتدبيج قصائد الفرح والمديح لا طائل منه المهم هو الاستفادة من التجارب السابقة الفاشلة وأبرزها ترديد إسطوانة (سوف) وهذه “كثر منها” .. سوف نتعاقد مع محترفين أجانب يمنحون الفريق إضافة فنية .. وسوف ندعم صفوف الفريق بنجوم محليين وإلخ .. وعندما يرفع الستار وينطلق قطار الدوري .. تظهر الحقيقة المرة .. لم يحدث شيء مما أعلن عنه .. فالحال كما هو عليه .. وييدأ مسلسل النتائج الهزيلة والعروض الباهتة .. ومعه يغرقون في دوامة الصراع من أجل البقاء، ولأننا نعشق الوحدة الكيان والتاريخ .. لا نريد للقائمين على مسيرته الوقوع في نفس الأخطاء .. لا نريد تكرار سيناريو الصعود والعودة قبل موسمين .. نريد فكرًا جديدًا .. روح جديدة .. عشاق حقيقيين لهذا الكيان .. يبذلون الغالي والنفيس لإعادة وحدة ما يغلبها غلاب .. وحدة تسترجع صدى تاريخها العريق .. وحدة سقف طموحها عالٍ .. المنافسة .. لا البقاء .. فالفريق الوحداوي ضيف جميل الجديد يملك كل الإمكانات الفنية، ومن شاهد مستواه امام النصر في كأس الملك .. يدرك أن دعم الفريق بأربعة محترفين أجانب من نوعية جهاد حسين وعمر السومة .. ليس شرطًا أن يكون المحترف الأجنبي من البرازيل أو أوروبا .. المهم الكفاءة والمستوى، وبقيادة الخبير محمد بصنوي، ودخيل عواد، ودعم والتفاف الثنائي الرائع حازم اللحياني ومساعد الزويهري .. الدعم المعنوي الهائل من أمير التنمية والمفكر المبدع خالد الفيصل .. والدعم المالي من رجال الوحدة، وفي مقدمتهم الشيخ صالح كامل والشيخ عبد الرحمن فقيه .. أعتقد توفر كل هذه العوامل كفيلة – بإذن الله- برؤية فريق وحداوي متطور يرفع رأس كل المنتمين لهذا الشعار العاشقين لهذا الكيان.
المهم عدم تكرار أخطاء الماضي .. وعدم إقصاء كل محب وحداوي (مخلص) .. فالقمة تتسع للجميع. . والمهم التخطيط السليم المبكر، وعدم إضاعة الوقت بانتظار قرب الموسم القادم .. والاستفادة من خبرة ورؤية وتوجيهات الأمير خالد الفيصل الحريص على عودة الوحدة للمنافسة شأنها شأن الملكي والعميد .. وإحاطة سموه علمًا بكل خطوات الإدارة والعقبات التي تواجهها .. أعتقد أن عودة الفرسان إلى دوري الأضواء والكبار هذه المرة ستكون مختلفة .. وفريقًا مختلفًا في كل شيء.. المهم عدم التفريط بالنجوم وتعزيز صفوفه بنجوم محترفين كبار فنًا وإبداعًا لا اسمًا وشهرة .. وقبل ذلك نزع الروح الانهزامية من عقول اللاعبين والخوف من العودة إلى دوري الأولى، وزرع روح البطولة والطموح و الثقة؛ لتبدأ من جديد رحلة عودة الفرسان إلى الأمجاد .