المقالات

(إيران، إن كنت ريحًا فقد لاقيت إعصارًا)

لايختلف اثنان أن الأهداف الاستراتيجية الدائمة لإيران بعد سقوط الشاه ترسم من الزعامة الدينية لآيات الله المعممة التي حلت محل الأزياء العسكرية والعقول المستنيرة، متدثرة بشعار الإسلام الشيعي لإقامة حلم إمبراطورية ديكتاتورية استعمارية فارسية واستخدام أقذر وأعنف الأساليب من خداع وتزييف ونفاق مزدوج بتشجيع الاتجاهات الانفصالية باسم حقوق الشعوب؛ كي تنال حريتها معتمدة على الطائفية والولاء لولاية الفقيه لتخدم أهدافها لتصدير الانقسام والفتن والقتل والدمار من خلال حروب أهلية لإضعافها وتفتيتها, وإجهاض أي محاولة لطموح اتحاد عروبي أو إسلامي ثنائي أو جمعي؛ لأنه في حد ذاته تهديد قوي لتقويض مخططاتهم وإنهاء مطامعهم الفارسية.

واعتماد الضرب بقوة لأي محاولة تفتيت لقومياتها المضطهدة وتحريرها من قبضتهم الاستعمارية كالأحواز والبلوش، والترك، والقوميات الأخرى المطالبة بالتحرر والاستقلال؛ مما يجعلها دولة داخليًا معدومة الموارد الاقتصادية دولة مهمشة مهشمة محاصرة من دول عربية وإسلامية تفرض عليها حصار النيذ والتوجس والريبة من التعامل معها الذي لاينتج إلا فتنًا وغدرًا وخيانة وإشعال حروب.

فتاريخها الحاقد للإسلام والمسلمين يشهد بذلك, فلقد طعنت بخنجر الغدر الفارسي التي استخدمته في قتل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- الذي حرر الشعب الفارسي من ظلم كسرى؛ فكافأوه بطعنة بخنجر مسموم وهو ساجد يصلي بيد أبولؤلؤة المجوسي، وعادت في نسل خنجر الغدر الفارسي مرة أخرى، وطعنت به دولة الخلافة الإسلامية لوقف نشر الإسلام في أوروبا، وتحالفت مع البرتغال وكانت (معركة جالديران الكبرى) واستطعمت فيها مرارة الهزيمة والذل وتحقق النصر للمسلمين .

ولم تستفد من تاريخها المشوه المشبوه؛ فالحقد الدفين أبى أن تقنع بالسلم والتعايش وحقوق الجوار والتاريخ المشترك؛ فتحركت مؤامراتها للشعوب دول الجوار العربية لتشعل فيها الحروب العنيفة التي أوقدتها في العراق وسوريا، ولبنان، واليمن وتحويلها إلى زلازل عنيفة تحصد الأرواح وتدمر المدن.

ولكن رياحها الفارسية الضعيفة لقيت إعصار الحق، و”عاصفة الحزم”، ووحدة العزم، وقوة الحسم لوقف المد الصفوي في المنطقة، وإنقاذ الأمة العربية، وإعادة هيبتها، وتقوية لحمتها, وفرض كلمتها.

“عاصفة الحزم”, أفشلت مخطط الفرس الخارجي, وأشعلت القوميات للتحرر والاستقلال.

 

[CENTER][IMG]https://www.makkahnews.sa/contents/myuppic/0553d5d822cb83.jpg[/IMG][/CENTER]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى