المقالات

وزير التعليم .. من أين البداية ؟!

لا يشكك أحد في أن حجم الأعباء الملقاة على عاتق وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل هي أعباء ولا شك ثقيلة تنوء بحملها أعناق الوزراء، خاصة بعد دمج وزارة التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم في وزارة واحدة، وكلتا الوزارتين مثقلة حد الإنهاك بمشاكلها وهمومها التي لن تنتهي، ولكل منها تطلعاتها وآمالها قبل وبعد الدمج .

ووزارة التعليم في حلتها الجديدة أو هيكلتها الجديدة تضطلع بمسؤولية التعليم في عرض البلاد وطولها وبجميع مراحله، وهذا يعني أنها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بكل شرائح المجتمع، فلا توجد أسرة إلا وأمر التعليم يعنيها بصورة مباشرة، ويلامس حياتها وحياة ومستقبل أبنائها .
والسؤال الذي يتبادر للذهن، ويلح بحثًا عن إجابة هو من أين ستكون البداية مع الدكتور الدخيل فيما يخص التعليم العام ؟!
فالملفات كثيرة ومتراكمة وعلى درجات متفاوتة من الأهمية .وأي نجاح ينتظر لوزارة التعليم يجب أن يمر من خلال معالجة هذه الملفات الحيوية والساخنة ذات الصلة المباشرة بتفاصيل الحركة التعليمية والتي تؤثر سلبًا وإيجابًا على ازدهار التعليم في بلادنا وتطوره .
* تطور التعليم والمعلمون : يرى المعلمون أنّ أي تطوير للتعليم العام يجب أن تكون نقطة انطلاقه من المعلم كركيزة أساسية من ركائز العملية التعليمية، وأنه عليهم تقوم مهمة النجاح والارتقاء بعوامل التطوير الأخرى كالمناهج وطرق التدريس وغيرها؛ فعليه لا بد من إيلائهم جل عناية الوزارة واهتماماتها .وأول ما تسعى إليه شريحة من المعلمين هي الحقوق المعلقة لهم في المستويات والتي تُطالب بها هذه الشريحة منذ سنوات بلا كلل ولا ملل .

في حين يرى آخرون أن الأنصبة المحددة بأربع وعشرون حصة للمعلم أو المعلمة في الأسبوع هي أنصبة عالية ومرهقة خاصة مع مطالبات الوزارة الملحة بتفعيل التعلم النشط واستخدام استراتيجيات التدريس التي تحتاج لإعداد مكثف وتجهيز لأوراق عمل، وهذا يستنزف وقت وجهد المعلمين والمعلمات في ظل الأنصبة المرتفعة .

ولا يزال مطلب الحوافز المادية والمعنوية مدار نقاش مستمر في أوساط المعلمين والمعلمات، وذلك بسبب أن العلاوة السنوية لا تتأثر بتقارير الأداء الوظيفي للمعلم طالما بقيت درجة الأداء بين ٦٠ – ١٠٠ درجة، وهذا يقتل روح التنافس بين المعلمين، ويساوي بين المتميز والخامل. وتساؤل الحوافز يدور أيضًا بين مديري المدارس “القادة التربويين” ودائمًا ما يتساءلون فيما بينهم، ماذا استفدنا من الإدارة غير زيادة المسؤولية والكثير من التوتر والانفعال .

وفيما يتعلق بتطوير أداء المعلمين ومهاراتهم، يرى المعلمون أن خطط الوزارة في التدريب وعقد الدورات دون المستوى طالما بقيت في نطاق برامج اليوم الواحد واليومين، ولا يقوم على تنفيذها مراكز تدريبية متخصصة، مع العلم أن عدد كبير من المعلمين الممارسين للمهنة والذين تجاوزات خدماتهم العشرون عامًا وهم على رأس العمل لم يتم إعدادهم تربويًا، لا بمبادرة شخصية منهم، ولا بحث وتحفيز من وزارة التعليم، ويمارسون عملهم منذ تعيينهم كمعلمين بتخصصاتهم الدقيقة التي درسوها في الجامعات دون أي تأهيل تربوي أكاديمي .
هذه بعض الأوراق المهمة في ملف المعلمين والمعلمات، ناهيك عن مطالبهم وآمالهم وأحلامهم والتي لا تخلوا من طموحات مخملية تنتظر منذ سنوات كنادي المعلمين أسوة بنادي الضباط الخاص بالعسكريين الذي يوفر لهم ولذويهم أماكن للترفيه البريء بمبالغ رمزية، ويمنحهم المكانة الاجتماعية التي تتناسب ودورهم الفاعل في المجتمع، ولا تزال أحلام التأمين الصحي المناسب بمشاركة الوزارة تدغدغ خيالهم .

[CENTER]* المباني المدرسية والواقع المرير :[/CENTER]

في الجانب الآخر نجد ملف المباني المدرسية أحد أهم الملفات الثقيلة والبطيئة الإنجاز التي تنتظر الوزارة والتي لن تظهر منجزاته بالسرعة المرجوة نظرًا للوقت المطلوب للتشييد والتأثيث والذي قد يستغرق سنوات، وقد يتعرض للقصور والتعثر من قبل مقاولي التنفيذ.
ولا تزال المباني المدرسية لم تصل للحد المقبول الذي يرضي المجتمع مسؤولين ومواطنيين، وتجاوزت المعاناة من المباني المستأجرة إلى المدارس المسائية التي دربكت حياة الأسر وزلزلت كياناتها .
وكم تراودنا الأماني أن نرى مباني مدرسية حديثة ومتطورة تُساعد على تحقيق التطوير المنشود في طرق التدريس والمناهج الدراسية والأنشطة اللاصفية، وحبذا لو تم الأخذ بآراء الطلاب والمعلمين ومديري المدارس عند تصميم هذه المدارس، فكل بناء يتم تشييده لا بد أن يسأل المهندسون المصممون للمبنى المستفيدون منه عن احتياجاتهم في المبنى؛ للوصول لتصميم مثالي يخدم المستفيدون .

[CENTER]*الطلاب ومحك القدرات: [/CENTER]

نتفق جميعًا أن الغاية المقصودة من جهود تطوير التعليم والارتقاء به تصب في هدف واحد هو تجويد مخرجات التعليم وهم الطلاب والطالبات، لكن الملاحظ أننا لا نزال نشكو من تدني مستوى أبنائنا التعليمي، فالمناهج الحديثة لا تزال تدرس بالطرق التقليدية في كثير من المدارس، والتجارب العملية يشاهدونها على صفحات الكتب فقط، ويسمع كثير من أبنائنا بالسبورة الإلكترونية ولم يشاهدوها، وتركز بعض المناهج على مهارة الاستماع في معامل اللغة ولا يطبق في الواقع العملي لعدم توافر المعامل، وتبقى الأنشطة المصاحبة للمناهج غير ذات أهمية لدى الطالب والمعلم، ويتم التركيز فقط على الجانب المعرفي، وكل التسهيلات التي يعيشها طلابنا في سنوات دراستهم يدفعون ثمنها غاليًا في اختبارات القدرات والدراسة الجامعية .

هذا غيض من فيض، وملفات التعليم العام أضخم وأدسم من تناولها في هذه العجالة، لكن آمالنا وطموحاتنا مع الوزير الدخيل الذي تفاءل به الكثيرون أن نلامس الإنجازات في القريب العاجل، وأن تتسارع الخطى نحو التطوير في ظل دعم كبير من الدولة – وفقها الله- لقطاع التعليم .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. [SIZE=5][B]أحيي إدارة الصحيفة الرائدة في اختياراتها الموفقة ، وأبارك لهم نشاطهم الدؤوب.
    وأشكر أخي وزميلي السيد طارق فقيه التربوي المثقف ، الذي لامس في مقاله بعضاً آمال ، وآلالام المعلمين والمعلمات والميدان التعليمي ، وآمل أن تجد ملاحظاته القبول والتجاوب.
    والله الموفق[/B][/SIZE]

  2. [SIZE=5][B]أحيي إدارة الصحيفة الرائدة في اختياراتها الموفقة ، وأبارك لهم نشاطهم الدؤوب.
    وأشكر أخي وزميلي السيد طارق فقيه التربوي المثقف ، الذي لامس في مقاله بعضاً آمال ، وآلالام المعلمين والمعلمات والميدان التعليمي ، وآمل أن تجد ملاحظاته القبول والتجاوب.
    والله الموفق[/B][/SIZE]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى